فراسة الحيوان
لعلماء الفراسة أبحاث في فراسة أنواع الحيوان من قديم الزمان، وقد عاد علماء الأعصر الحديثة إلى النظر في ذلك على ما يقتضيه العلم الحديث، فنظروا في مراتب الحيوان وأنواعها وأفرادها، وبينوا أخلاقها وطباعها بالنظر على ظواهرها، مستدلين على ذلك بقواعد علم الفراسة في الإنسان كما ذكرناه في مواضعه من هذا الكتاب مما يطول شرحه ولا محل له هنا.
على أننا نذكر مثالًا يُستدل به على ما بقي: قلنا في بعض ما تقدم عن فراسة الإنسان إن عرض الجبهة دليل القوة وشدة البأس وحب القتل، فإذا اعتبرنا ذلك في الحيوان رأيناه ينطبق على ما قررناه هناك كل الانطباق، لأنك ترى أكثر الحيوانات ذوات الجباه العريضة من الحيوانات المفترسة آكلة اللحوم، ومن طباعها التعدي والهجوم والافتراس.
وبخلاف ذلك الحيوانات ذوات الجباه الضيقة فإنها ضعيفة جبانة، وأكثرها من أكلة النبات كالغزال والماعز والضأن وغيرها.
وقد لاحظوا أيضًا أن الحيوان الواحد يتفاوت رأسه بُعدًا بين الأذنين بتفاوت تطبيعه وتعليمه. فالكلب البري ضيق الرأس مستطيل الفم، والكلب الفوندلاندي يكاد وجهه يستدير وعيناه تشبهان عيني الإنسان، وقِس على ذلك سائر أنواع الحيوان.
-
فراسة الحيوان عند العرب: قلنا: إن القدماء من عهد اليونان بحثوا في فراسة الحيوان ونقلها العرب عنهم وتوارثوها
ودونوها في كتبهم، وقد وقعنا عليها فاقتطعنا منها ما يأتي وأوضحناه بالرسوم على قدر الإمكان،
قالوا:
- الأسد: رفيع الهمَّة حيي صبور جبار خدوع جريء غضوب بعد
حلم، ملوكي النفس ذكري الفعل.
- النمر: صلِف تيَّاه فخور كتوم لما في نفسه ذو همَّة وحياء حقود، محب للقتل والقهر لمن عارضه، مسالم لمن سالمه، متأنث الأفعال لا يألف ولا يؤلَف.
- الفهد: حييٌّ غضوب صلف معجب بنفسه أَلوفٌ ذو دلال وحدَّة نفس،
يحب الرفاهية والتكرمة، متكلف للشر.
- الدب: خبيثٌ بجهلٍ وغفلةٍ، غدورٌ لاهٍ، يقدِم متجنبًا ويذلُّ صبورًا
مع قوة، ويعبث غضوبًا.
- الضبع: قويٌّ أحمق، ذليلٌّ في عقر داره شجاعٌ في الغربة، نَهِمٌ بغَّاءٌ منخدِعٌ، تغلُب عليه الغفلة.
- الذئب: غدار غشوم لص حريص متظلم مقدام مرافق على الظلم
موافق الرفيق.
- الخنزير: دنيء النفس محامٍ نخيٌّ حقود مقدام مع جهل ولجاجة عبَّاث يستزري بمن يراه مقهورًا معه.
- القرد: زانٍ محتال عابث محال زكي مع خبث وجهالة.
- الكلب: أَلوف وفيٌّ قذر طماع شحيح لحوح حريص مهذار نهم
صبور محامٍ وضيع الهمَّة سيئ الخلق قليل الحياء مبغض للغريب ذليل في الغربة شجاع في عقر
داره
مخادع عند حاجته يقظان للحمية.
- البحشور: متولد من الضبع والذئب، ويقال إنه الذئب، شرير خبيث مخادع جريء دنيء النفس نفور غيور غشوم.
- الثعلب: محتال مكار ذليل نفور مراوغ لص عيَّاث.
- ابن آوى: ويسمى الوعول وكلب البر، ضعيف النفس لص خوَّار حزين متباكٍ نفور دنيء النفس.
- الهر: وهو القط، أَلوفٌ معجب بنفسه محب الرفاهية نشيط
متخنث حريص مخادع مراقب، يألف بالمكان ولا يألف بالإنسان إلا عند الحاجة.
- الأرنب: صلِف أَلوفٌ مذكر بنفسه صبور قليل الشر قنوع.
- الفيل: قوي النفس ذكر شجاع عالي الهمَّة وقور دعَّاب خبيث
السريرة خائن محب الفساد.
- الكرك: ويسمى كركدن زكي شديد قوي، حديد النفس مغتال لا يألف أحدًا.
- الجاموس: زكي غيور أَلوفٌ نخيٌّ شجاع حقود جبار يكره الغريب.
- البقر: أَلوفٌ زكي صبور غليظ الطبع حزين شبق
مقدام.
- الجمل: صبور جاهل أَلوف حقود كريم مهذار ذليل.
- المعز: زكي وقح مخادع قليل الرحمة كثير العبث قائد عند نفسه مقدِم.
- الضأن: غافل أَلوف خير عديم الشر مقدام في عيشه بغيره.
- الفرس: قوي مزَّاح أَلوفٌ صبور معجب بنفسه عابث خائن شجاع
مقدام مع تخيل.
- البغل: خبيث خائن قوي أَلوفٌ مزَّاح عبَّاث.
- الزراف: لطيف النفس جاهل عبث أَلوف معجب بنفسه ضنين بنفسه أَلوف جاهل مقهور غافل شديد العداوة للأشرار.
- النعام: جهول أحمق صبور ذو همَّة ومرج وخفَّة نفس.
- الحمار الوحشي: غيور حسود نفور حذور جاهل لا يألف، محامٍ عن إناثه. انتهى.
ولهم أقوال في فراسة الهوامِّ والأسماك لا حاجة بنا إلى ذكرها حرصًا على المكان.
- الأسد: رفيع الهمَّة حيي صبور جبار خدوع جريء غضوب بعد
حلم، ملوكي النفس ذكري الفعل.