الفصل الأول

(في منزل محمود بك وصفي.)

(«صالون» فاخر، له باب كبير في الصدر وباب في الجهة اليمنى، وباب في الجهة اليسرى. في وسط هذا «الصالون» منضدة. «الصالون» في حالة غير منتظمة: الكراسي مبعثرة، وبعضها مقلوب، وفوق المنضدة صينية، عليها زجاجات وأكواب وكئوس، وعلى أرض الغرفة عدة زجاجات ملقاة هنا وهناك … إلخ. بهذا «الصالون»، وهو على تلك الحالة، ثلاثة أشخاص نائمون نومًا عميقًا، يغطون غطيطًا مسموعًا؛ أحدهم ملقًى على «الكنبة» بحالة مبعثرة، وثانيهم مُرْتَمٍ على كرسي «فوتيل» بغير انتظام، ورقبته ممدودة ومدلاة إلى الأمام فوق صدره، وثالثهم ممدَّد على أرض الغرفة ونصف جسمه تحت المنضدة. الوقت نهار. يرفع الستار، والنائمون على حالهم هذا، وكل منهم يغطُّ غطيطًا خاصًّا مختلفًا فمنه الرفيع، ومنه الأجش، ومنه الحاد المستطيل … تمر لحظة بعد رفع الستار، عن هذا المنظر بهذا الحال، ثم يُسمع طرق على باب الصدر الكبير؛ ولكن النوم على حاله والغطيط مستمر. يشتدُّ الطرق قليلًا، النوم والغطيط مستمران، يشتد الطرق أيضًا ثم يفتح باب الصدر ويظهر «سامي» وخلفه الخادم «حسن»، «سامي» يقف دهِشًا قليلًا لمنظر النائمين، ثم يهز رأسه متعجبًا.)

(يضع الزجاجة محلها بهدوء ويبتعد.)

(يدير ظهره لينام من جديد.)

(«حسن» الخادم يصحي «علي» همسًا.)

(مشيرًا إلى «شاهين» الممدد.)

(يشير إلى «شاهين» الممدد.)

(«سامي» يهز «شاهين» بقوة.)

(«شاهين» يتمدَّد على الكنبة.)

(«علي» يتمدد على الفوتيل.)

(«سامي» يجلس، بينما «محمود» يقف مغيظًا يقلب نظره من «علي» إلى «شاهين».)

(يتصنَّع الغطيط!)

(يتصنَّع الغطيط كذلك!)

(«محمود» لا يشترك في هذه المناقشة، وعلى ملامحه علامات الصبر النافد من المتحادثين.)

(«محمود» لا يتداخل في هذه المناقشة لاشتغاله بميعاده وهو ضَجِر من هذه المناقشة!)

(يفتح باب الجهة اليسرى.)

(يدفعه إلى الغرفة.)

(«حسن» الخادم يخرج بسرعة.)

(«محمود» وحده يتأهب لاستقبال الست فيصلح شعره بيده، ويمسح وجهه بمنديله، ويرتب كرافتته، ويحزَّق الجاكتة، ويفتل شاربيه … إلخ. الخادم يشير إلى الغرفة من الخارج.)

(يبهت إذ تكون الداخلة هي «فاطمة هانم» بخلقتها الدميمة القبيحة، ونظارتها السوداء ذات الطراز القديم على عينها، وهي بالجملة ذات منظر قبيح، وطراز قديم جدًّا!)

(تستعد للجلوس بشكل يدل على طول الإقامة.)

(تنهض.)

(«علي» يخرج.)

(يقفل الباب عليهما ثم يرجع ويرتِّب نفسه وهندامه، كالمرة السابقة، فيجد الخادم.)

(محمود لا يلتفت إليه ولا يجيبه.)

(يخرج.)

(الباب يطرق بشدة. «محمود» ينتفض بسرعة.)

(يشير للفلوس.)

(الخادم يخرج.)

(يدخل. «محمود» يقفل الباب عليه، ثم يرتِّب هندامه كما في المرات السابقة.)

(يخرج بسرعة.)

(«ليلى» تجفف دموعها بمنديلها.)

(تضع منديلها على عينيها وتشهق.)

(تبكي.)

(تخرج.)

(تذهب إلى الغرفة اليسرى.)

(شاهين يظهر على العتبة؛ ولكنه لا ينظر لمحمود المواجه له مباشرة، بل كل همه أن ينظر إلى السيدة، غير عالم أنها «ليلى»، فيشرئب بعنقه، ليرى من فوق كتف «محمود» المتوسط بينه وبين «ليلى».)

(«شاهين» يخرج للمسرح.)

(يسلم عليها.)

(تدخل ليلى الغرفة وتقفلها عليها.)

(ذاهبًا.)

(حسن يخرج مسرعًا.)

(يشير إلى النقود.)

(باب غرفة التواليت يفتح نصف فتحة وتطل منه ليلى برأسها.)

(«ليلى» تخرج وتقترب منه.)

(تدخل غرفة «التواليت»، وتقفلها عليها.)

(«ليلى» تخرج من غرفة «التواليت» جاهزة.)

(يرى «ليلى» قادمة فينهض احترامًا.)

(تجلس ويجلس «هاشم».)

(ناظرًا إلى «ليلى».)

(«ليلى» تبتسم.)