أبو العباس: (رباعية بحري ١)
«كتل الظلام تلفُّ الناس والأشياء، حتى الظلال تختفي … ربما يصحو على إيقاع جياد الملك في شوارع الحي ساعةً وتعود إلى السراي، ينصت — في موضعه على السرير — إلى الابتهالات والاستغاثات والتسابيح تتناهى من مِئذنة «أبو العباس».»
«أبو العباس» وليٌّ من أولياء الله الصالحين، ويُعَد مسجده مَعلمًا مهمًّا في حيِّ بحري بالإسكندرية، يأتيه الناس من كل حدَبٍ وصوبٍ وقلوبهم هائمةٌ بحبه، يذهبون إليه للمبارَكة بمَقامه، راغبين في نَيل كراماته، وبات «أبو العباس» اسمًا محفورًا في أغاني أهل بحري الفُلكلورية، وجزءًا من نسيج حكاياتهم الشعبية، فاختار «محمد جبريل» هذا المكان ليجعله البطلَ الأساسي في روايته الأولى من «رباعية بحري»، التي تقع أحداثها بين منتصف الأربعينيات ومطلع الخمسينيات من القرن العشرين، وبأسلوبٍ أدبيٍّ ممتع استطاع كاتبنا أن يعطي صورة حية لهذا المكان المميز، وأن ينسج لنا بأسلوب قصصي مشوِّق حكاياتِ أهله الصيادين والعاملين وشخصياته المهمَّشة.