فلنعبر النهر أولًا
من حزب الشاذلي: الله، إنك تعلم أني بالجهالة معروف، وأنت بالعلم موصوف، وقد وسعت كل شيء من جهالتي بعلمك، فسع ذلك برحمتك كما وسعته بعلمك، اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك، فهنيئًا لمن عرفك فرضي بقضائك، والويل لمن لا يعرفك، بل الويل، ثم الويل، لمن أقر بوحدانيتك ولم يرضَ بأحكامك، يا شديد البطش، يا جبار يا قهار يا حكيم، نعوذ بك من شرِّ ما خلقت، ونعوذ بك من ظُلمة ما أبدعت، ونعوذ بك من كيد النفوس فيما قدَّرت ورأست، ونعوذ بك من شرِّ الحسَّاد على ما أنعمت، ونسألك عز الدنيا والآخرة، كما سألكه نبيُّك سيدنا محمد ﷺ: عز الدنيا بالإيمان والمعرفة، وعز الآخرة باللقاء والمشاهدة، إنك سميع قريب مجيب، واذكرنا إذا أغفلنا عنك بأحسن ما تذكرنا به إذا ذكرناك، وارحمنا إذا عصيناك بأتمِّ ما ترحمنا به إذا أطعناك، واغفر لنا ذنوبنا، ما تقدَّم وما تأخر، والطف بنا لطفًا يحجبنا عن غيرك، ولا يحجبنا عنك، إنك بكل شيء عليم.
•••
عاد إلى البيت — للمرَّة الأولى — قبل أن ينتصف الليل.
جلس في الصالة يقرأ، الأولاد ناموا في حجرتهم، وحجرته مضاءة، رأى أمَّ الأولاد مشغولةً برتق الثياب، تركها وعاد إلى الصالة.
عمل — بتوصيةٍ من أمين عزب — شيالًا في الميناء، حمل أجولة قمح من البواخر إلى السيارات، تنقلها إلى شون الورديان، تقاضى — في عصر كل يوم — ثمانية عشر قرشًا، فاجأه الولد عبد العال صبيُّ الحاج قنديل بنظرته المتسائلة: هل تركت مهنتك؟
زفر في ضيق: معلمك أنساني مهنتي.
– أكلمه لك، فتعود إلى البلانس.
رفت على شفتيه ابتسامة مهزومة: لا أريد إلَّا أن يتركني في حالي.
تسلَّم مكافأة اليوم التالي مشفوعةً بالاستغناء عنه.
فاجأ الإمام، ونصف الدائرة حوله، في درس المغرب: اقض بيني وبين الحاج قنديل.
أخلى الإمام وجهه للدهشة: لماذا؟
– يرفض إعادتي إلى البلانس، ويحاربني في رزقي.
اتجه الإمام بنظرته الداهشة إلى الحاج قنديل.
ظل الحاج قنديل ساكنًا.
ارتفع صوت حمادة بك: هذا — يا مولانا — مجلس علم.
فتَّش الإمام عن الكلمات: هل يرضي جلساءه في نصف الدائرة، فيغضب الآخرين؟
أعفاه الراكشي من الحرج حين مضى ناحية الباب الرئيسي.
•••
قال له الشيخ يوسف بدوي: الصوفيُّ الحقيقيُّ لا يكره … والمحبة درجات أولاها رفض الكراهية!
ووضع يده — بودٍّ — على كتفه: إذا كنت مخلصًا في توجهك … فابدأ.
التمعت عيناه بحيرة: كيف؟
قال الشيخ: صلِّ، وصُم، وأدِّ الفرائض أولًا.
استطرد موضحًا: توضأ … وصلِّ ركعتين بنيَّة التوبة والإنابة، ثم اقرأ واستمع، حتى تجد في نفسك استعدادًا للتعلم.
وتسارعت حبَّات مسبحته: العلوم والمعارف ثمرات التصفية والتطهير … فإذا تطهرت الأسرار، مُلئت بالعلوم والمعارف والأنوار.
اقتصرت دنياه — بعد العودة من الحلقة — على الجوامع والمساجد والزوايا والحصر والأبسطة والمنابر والأعمدة الرخامية والقباب والأضرحة والأهلَّة والمصاحف والكتب الدينية والسبح والبخور والخيام والسرادقات والحضرة وحلقات الذكر وترتيل القرآن والإنشاد وسماع المدائح النبوية والتسابيح والتواشيح والأهازيج الصوفية والدعوات والابتهالات والعزائم ودقات الدفوف وإيقاع الطبول وأنغام الربابة وأصوات المنشدين والصمت والانزواء والانفراد والتواجد والشطح والهزات العنيفة.
كان يصلي العشاء، ويخلو إلى القرآن والأوراد والأحزاب وكتب الصوفية، لا يقوم من مجلسه إلَّا عند طلوع الفجر، وكان يصلي الفجر بوضوء العشاء، وقرأ في مناقب الصالحين، وكرامات الأولياء، وأخبار الفتوح والغزوات، وشمس المعارف الكبرى في السحر، وكتب الأوراد والوعظ والإرشاد، وسِيَر الهلالية والزناتية وعنترة والظاهر بيبرس وسيف بن ذي يزن.
أدرك أن المقام صعب المرتقى، أزمع أن يختم كل أسبوع ختمة، قارئ القرآن في آخر درجة، فدرجات الجنة على عدد آيات القرآن، لزم طريق الاستقامة، وتستَّر ستر الإخلاص، وطهَّر نفسه بالعبادة، وطهَّر الروح بدوام الذكر، حرص على مبادئ النهايات؛ الصلاة والصوم، وبذل ما في اليد، وشوق النفس إلى الحج، ترك لله أمره، يتولاه، ويحفظه من العصيان، ودعا الله أن يعصمه من الحسد والغلِّ والحرص والطمع والشره.
صرف قلبه عن المخلوق إلى الخالق، خلَّف دنيا الناس وراءه، مضى مع المسارعين إلى ظلِّ الله، أهل المجاهدة والأوراد، ألقى همومه في مياه البحر، متلاحقة الأمواج إلى غير انتهاء، سرح في لانهائية الأفق، استغرقته لحظات من التبرِّي والتخلِّي عن كل الدعاوى والغايات، وعاد إلى بداية البداية، حفظ أسماء الخلوة: يا ألله، يا حي، يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا نهاية النهايات، يا نور الأنوار، يا روح الأرواح، حجبت أنوار التقوى ظُلمة الغفلة، وتوقَّد القلب بنار الذكر، وطار إلى الله اشتياقًا.
قال له الشيخ: الحزب بلا وقتٍ مخصَّصٍ لقراءته، أمَّا الأوراد فإنها تُقرأ في أوقات منتظمةٍ بالليل والنهار.
لازم الشيخ يوسف بدوي ملازمةَ المريد الصادق لشيخه العارف، يخفض عينيه في مواجهة نظرات الشيخ، تلتمع ببريق لم يجده في عينَي رجل آخر. إذا لم يتكلم، ضغطت أسنانه — بعفوية — على شفته السفلى، وذقنه مشذَّبة، أشبه بإطار رقيق مختلط السواد والبياض، وعباءته السوداء الشفافة مسدلة على جلبابٍ من البوبلين الخفيف، بما يناقض الجبَّة والكاكولا، زِيَّ المشايخ.
حفظ الأوراد؛ ورد الليل، وورد النهار، وورد السفر، وورد البحر، وورد الجو، وورد التهجُّد، وورد السحر، انتظم في قراءتها، بها العمل ولا حساب فيها، ويوم القيامة حساب ولا عمل.
قرأ في الوحي والرؤى والملائكة والشياطين والكرامات والمعجزات والمكاشفات والصفات واللوح والقلم، وحقائق الرسل والأنبياء والموت والقبر والغيبيات والخوارق والحشر والميزان والصراط والحساب والجنة والنار، وسِيَر الأولياء والقدِّيسين، وأسرار العوالم الأخرى، والأرواح الساكنة في الحيوان والطير والزواحف، والأحلام وتأويلها، والطبِّ الشعبي، وقراءة الطالع، وبركات العباد والزهَّاد والورعين والمريدين والعارفين.
قرأ في تقاليد الصوفية ومراسمها؛ الموالد السنوية، والأحزاب، والأوراد، وحلقات الذكر والسماع والإنشاد، والعهد بين الشيخ والمريد.
كان قد شاهد الأقلَّ من تلك المراسم، ولم يتعرف إلى غالبيتها.
قرأ لابن عربي، والجيلاني، والنابلسي، والشعراني، والحلاج، والبسطامي، والأشعري، والشاذلي، وأبو العباس، وقرأ الوجيز لابن عطية، والمصابيح للبغوي، وإحياء علوم الدين للغزالي، وختم الأولياء للترمذي، وقوت القلوب للمالكي، والرسالة البيانية للقشيري، واللمع للطوسي، وبُردة البوصيري، وديوان ابن الفارض، وقرأ في الزُّهد والتقشُّف ومخافة الله ومجاهدة النفس، زاد، فقرأ في الحبِّ الإلهيِّ والطاعة المجرَّدة عن الرغبة والرهبة، ثم قرأ في الفَناء والجذب والمحو والغيبة والكتاب والبقاء والحلول والتجلِّي، وقرأ عن الصالحين والمحبِّين والمطيعين والمشتاقين والمقرَّبين، وحصل على سِيَر وشروح وتفاسير ومعارضات.
حفظ الذكر؛ الفناء والبقاء، الموت والحياة، التخلص من آثار الرغبة والأنانية، تثبت الروح في طهرها وبراءتها.
قرأ في المقامات والأحوال والشوق والصبر والخوف والرجاء والقرب والبعد والزهد والأنس والبسط والقبض والمراقبة والهيبة والمشاهدة وسائر الأحوال، والوقت والوجود والجمع والتفرقة والصحو والذوق والمحو والإثبات والتجلِّي والمحاضرة.
عرف مقامات الإيمان بالله وملائكته ورسله، وباليوم الآخر والغيب وقضاء الله وقدره؛ التوبة، والشكر، والصبر، والخوف، والرجاء، والتوكل، والتوحيد، والزُّهد، والفقر، ومحبة الله، والأذواق الباطنية، والأنس بالله، والرضاء بأحكامه، والشوق إلى يوم اللقاء.
تعرَّف إلى معانٍ لم يكُن يعرفها، تصوَّر أنه لا يصحُّ أن يعرفها مسلم؛ الحب، الخمر، الشرب، السكر، المدام، الكأس، الصد، الهوى، الجفا، الوجد، العتاب، الصبابة، العشق، التولُّه، الوصال، الهيام، الندامى.
زاد على ما قدَّمه الشيخ إليه، تردَّد على مكتبة أبو العباس، وعلى المكتبة الحجازية أول شارع الميدان، ومكتبة حمامة النن بالموازيني، وباعة الكتب على رصيف شركة ليبون بالمنشية الصغرى، يستعير الكتاب لليوم التالي، يظلُّ ساهرًا، يقرأ ويقرأ ويقرأ، لا يخلو إلى فِراشه إلَّا إذا قهره النوم.
انصرف إلى رياضات العزلة والخلوة والصمت، في صحن أبو العباس، في ركنٍ يطلُّ على الدحديرة الخلفية، يبعد عن زائري الجامع، وحتى عن المنشغلين بأداء ركعات السُّنة، لا يغادر مجلسه إلَّا لأداء الصلاة في مواقيتها، أو للتردُّد على مساجد الحيِّ الأخرى، أو لبيع شروةٍ يحصل عليه من حمودة هلول، أو للذهاب إلى البيت بعد إغلاق أبواب الجامع، يفتح النافذة المطلَّة على زاوية الزواوي، ويضيء لمبة الصالة، يكتفي بالضوء المنبعث منها، يتربع فوق مخدَّة صغيرة، يخلو إلى بحرٍ يغيب أفقه.
لجأ بالسؤال إلى علماء الشرع والفقهاء وأهل الحديث والتفسير، مجالس الأئمة في ياقوت العرش والبوصيري وعلي تمراز، واستأذن في الجلوس إلى قاضي المحكمة الشرعية بشارع فرنسا، وأنصت إلى اجتهادات مشايخ الطُّرق في موالد أولياء الحي، لم يفرِّق بين جامع وآخر، ولا بين جامع ومسجد وزاوية، ولا بين إمامٍ ذائع الاسم، أو آخر مجهول، يستزيد من العلم دون انشغالٍ بالمصدر، يسقط ذقنه على صدره، ويغمض عينيه، وينصت، يترك الأسئلة للمحيطين، لا يسأل إلَّا إذا أوشكت الجلسة على الانفضاض، يغالب حياءه برفع إصبعه، يأذن له الإمام، فيسأل، لا يطيل، ولا يعلو صوته، يهمس بالسؤال في كلماتٍ قليلة، ثم يعطي انتباهه لإجابة الشيخ.
لاحظ أمين عزب — في انحناءة الطريق إلى الميناء الشرقية — ثيابه المتسخة، وإهمال شعر رأسه، علت الدهشة بصوته: مَن أرى … علي الراكشي أم الشيخ حماد؟
اعتاد الناس رؤية الشيخ حماد داخل المساجد، وأمامها، وفي حلقات الذكر، وفي الشوارع، وعلى أبواب الدكاكين. جسمه الضخم، وشعره المهوش ينسدل على كتفيه، ويتداخل مع شعر ذقنه، وفمه المنفرج عن شفتين متدلِّيتين، وأنفه الذي أجهده زكامٌ دائم، وخطواته المهرولة تتوقف، فيظل في مكانه، يرنو إلى الناس والأشياء، كالمتأمل، ثم يطلق الصيحة بآخر ما عنده: حي!
كان معظم الوقت غائب الحسِّ، عرفه الناس من أهل الجذب والصحو والكرامات، وإن لم يكُن أحدٌ يعرف عن حياته شيئًا؛ من أين أتى؟ أين يقيم؟ أين يختفي عندما تطول غيبته؟ وبمَن يلتقي؟ ومن أين ينفق — وهو يرفض مساعدات الناس — على نفسه؟ ولم يكُن يتقاضى مقابلًا حين يسبق في الطريق أمَّ طفلٍ تائه، يكتفي بالقول: يا عدوي … ويسأل الناس المرأة عن طفلها التائه، وإن روى دياب أبو الفضل أنه رآه يختلي ببائعة فجل في ضريح سيدي كظمان، تبيَّنهما دياب في غبشة الفجر، سبقت صيحة الرجل بانجذابه صيحة دياب بإعلان الفضيحة، تكاثفت الهمسات والتساؤلات والتخمينات، وإن لم تلتقِ على تصور محدَّد، عرف الناس أن له حالاتٍ وكرامات، منجذب إلى قوى يراها ولا يرونها، فلا أحد يسأله عن تصرفاته وأقواله، يحدِّث نفسه، ويعلو صوته بما يصعب تبيُّنه، ويلوح بيده، ويبتسم — ويكشِّر — لمَن لا يرونه، واشتهر بالكلام على الخاطر، والإخبار بالمغيبات الماضية والحاضرة المستقبلة، ربما تكلَّم بكلام من الحكمة، وقد يفاجأ جالسًا أو مارًّا بشتمة أو بصقة أو ضربة عصا، قيل إنه يتجه بها إلى مَن أغضب بعصيانه الله، وكان يعروه في بعض الأوقات ذهول، فينصرف عن الناس، لا يستمع إليهم، ولا يحادثهم، يمضي في طريقه، أو يقف حيث هو، وتتجه نظراته إلى ما لا يراه أحد، لم يكُن — مع جذبته — يترك من الصلاة فرضًا، يؤدِّيها في المسجد القريب، لا يتردَّد على مسجدٍ بالذات، وربما خلع نعلَيه على رصيف، وكبَّر بالصلاة، وإذا تناهت إليه أصوات ذِكرٍ أو تواشيح أو ابتهالات، دارت رقبته — بتلقائية — في تناسقٍ مع النغم.
دبَّر علي الراكشي الكلمات في ذهنه، لاكها في فمه، غمغمت شفتاه بما لم يتبينه أمين عزب، فهز رأسه — متحيرًا — وواصل السَّير إلى قلب السيالة.
أحسَّ أن مناهل استزادته تتسع، فاشتطَّت به الأشواق، واقتصرت صداقاته على العارفين والزاهدين والعابدين والمشايخ والمنشدين وسمَّار الليالي وأهل الطريق، وأكثر من الاستغفار والتسبيح والصلاة على النبي.
فاجأه الشيخ وهما ينزلان الدرجات الرخامية البيضاء: أنت لن تصل إلى ما تريد … لأن ما تريده بلا غاية.
وخالط صوته حسم: مهما بلغت من منزلة، فستظلُّ فوقك منازل ودرجات.
وتوقف عن السَّير، وقال للتساؤل في ملامحه: ما لم تنضم إلى إحدى الطرق، فستظلُّ من أهل الظاهر والرسوم!
أضاف لحيائه المطرق: الحرص على العلم والتعلُّم، هو البداية في الطريق.
ولجأ إلى تعبيرات يدَيه موضحًا: لا بدَّ في البداية، أن يتأدب المريد على شيخٍ يثق في علمه.
زاد إصراره على أن يكون من الشاذلية، لمَّا قرأ أنهم يختصون بثلاثة أشياء، لم تكُن لأحد قبلهم ولا بعدهم؛ الأول أنهم مختارون من اللوح المحفوظ، الثاني أن المجذوب منهم يعود إلى الصحو، الثالث أن القطب منهم دائمًا أبدًا إلى يوم القيامة.
خلا إلى حياة قطب العارفين، كان يعرف الاسم والصفات المطلقة، تغيب السيرة التي ولدت الطريقة والتلاميذ والمريدين والأتباع، انفتحت أمامه دنيا واسعةٌ تفيض بلطائف الحكمة، وحقائق المحبة، وأنوار العلم.
همس لنفسه وهو يميل من شارع الحجاري في طريقه إلى البيت: هل يصبح — ذات يوم — من الأقطاب؟ يؤدِّي ورده بمفرده، يتخطَّى اجتهادات أهل النجدة، وأهل الغيب، يبدِّل خلقًا بعد خلق، ويصفى تصفية بعد تصفية؟ يعلم ما لا يعلمه إلَّا الصفوة المختارون؟ تشرق عليه أنوار الأرواح السماوية العرشية؟ يعرف حقائق الأسرار، وكيفية الصعود والنزول والاستواء، وسرَّ الاستمداد والتدبير والتسخير، يظهره الله إلى الوجود، يصرفه إلى الكون، يُنطقه بالمغيبات، يخرق له العوائد، يقلب له الأعيان، يظهر على يديه العجائب والمكاشفات، يمشي على الماء والهواء، يطوي الأرض، يركب السماء، يكلِّم الملائكة والأرواح المهيمنة في جلال الله تعالى، والجماد والحيوان الذي لا ينطق؟
هوَّن الأمر بأن الأقطاب كانوا مريدين صغارًا، ثم تدرَّجوا، فهل يُتاح له التدرُّج والترقِّي، فيصبح من الأبدال، والنجباء، والنقباء، والأبرار، والأوتاد، ثم يصبح قطبًا له فضائله ومكاشفاته؟