الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
«يُبدي كثيرٌ من الطلاب اهتمامًا بالمشكلات التي تثيرها العلوم البيولوجية، يفوق اهتمامَهم بأية مشكلات أخرى تعالجها الفلسفة. وهذا أمر طبيعي؛ إذ إن هذه المشكلات أقلُّ تجريدًا من كثيرٍ من المشكلات التي تعالجها الفلسفة، وهي تتعلَّق بأكثر الموضوعات أهمية؛ ألا وهو المخلوقات الحية. وفضلًا عن ذلك، فتلك مسائلُ ذات صلةٍ مباشِرة بتاريخنا نحن: فمن أين أتَت الحياة؟ وماذا كان شكل الحياة أصلًا؟»
يُعَد هذا الكتاب مدخلًا مهمًّا لدراسة الفلسفة؛ حيث يتعرَّض لأنواع الفلسفة ومشكلاتها بطريقةٍ مبسَّطة. ونظرًا لأن الفئة المستهدَفة من الكتاب هي فئةُ طلبةِ الفلسفة والمبتدِئين في هذا الميدان، فنجد بين ثناياه دراسةً للمشكلات الرئيسية للفلسفة يبدؤها بضرورة التفلسُف، موضِّحًا أسبابَه التي يأتي في مقدمتها تدعيمُ ملَكة التفكير والنقد، ونجد كذلك شرحًا مستفيضًا لعلاقة الفلسفة بكلٍّ من العلم والدِّين؛ فالميادين الثلاثة تتمحور في دائرةِ أسئلةٍ مُتقارِبة، ويسعى كلٌّ منها للإجابة عنها من منظوره. هذا بالإضافة إلى استعراضٍ شاملٍ للمذهبَين: «المثالي» الذي يتَّخذ من الذات العارفة مركزًا للأشياء، ثم ينظِّم بقيةَ الكون حول هذا الوجود المركزي، ويجده الدِّينُ أقربَ المذاهب الفلسفية إليه؛ و«الطبيعي» الذي يرى أن التجرِبة البشرية هي المجال الوحيد الذي يمكننا الاهتمامُ به أو يجب علينا ذلك، ويجده العلمُ أقربَ المذاهب الفلسفية إليه. وانطلاقًا من هذين المذهبَين يعرِّج بنا الكتاب إلى مُعالَجةِ مختلفِ المشكلات الفلسفية بما لها من حلولٍ كثيرة ممكنة.