البطء
«السرعة هي شكل النشوة التي خلعَتها الثورةُ التكنولوجية على الإنسان. وعلى العكس من سائق الدرَّاجة النارية؛ فإن الشخص الذي يركض يكون دائمًا حاضرًا في جسده … إنه عندما يركض يشعر بوزنه، بعمره، ويكون أكثر إحساسًا بنفسه عن ذي قبل … وكذلك أكثر إحساسًا بالزمن. كل ذلك يتغيَّر عندما يوكِّل الإنسان صلاحيةَ السرعة للآلة.»
يعالج هذا الكتاب تأثيرَ الحداثة علينا عبر إحساسنا بالزمن وما يترتب عليه من سرعة ممارَساتنا الحياتية أو بُطئها؛ ومن ثَم الإحساس بالفعل الذي نمارسه وبذواتنا ووجودنا، أو ممارَسة هذا الفعل دونَ الانتباه لقِيمته، وفقدان الإحساس بتأثيره، وأثَر ذلك على ذاكرتنا الشخصية. ويتَّخذ الكتاب من الحب موضوعًا يقيس من خلاله تلك السرعة والبطء، عبر قِصتَي حب تجري أحداث إحداهما في القرن الثامن عشر حيث الانفتاح والتحرُّر وإيقاع الحياة البطيء، وانعكاس ذلك على الإحساس بالحب، والتوقُّف للالتفات إلى ذواتنا وما تكشفه من سمات إنسانية خالصة؛ بينما تجري أحداث الأخرى في القرن العشرين حيث طغيان الآلة الذي سلب كثيرًا من أشكال الفعل الإنساني، وأصبحت السرعةُ أحدَ مفرداته، وانعكاس ذلك على سرعة الأداء، وتجريد الأفعال الإنسانية من إنسانيتها.