لماذا لا يُصاب الحمار الوحشي بقرحة المعدة: تأثير طريقة التفكير على الصحة
تأمَّل آخرَ مرة شعرت فيها بضغط نفسي — تسارع ضربات القلب، واضطراب المعدة، وشد العضلات. ما الذي سبَّب ذلك الشعور بالضغط النفسي؟ إن الأحداث اليومية التي تبعث على الضغط النفسي لدى أغلبنا هي أشياءُ بسيطة في العموم. قد يكون عليك تقديم عرضٍ تقديمي مهم في العمل، أو تكون عالقًا في المرور، أو تشعر بالعجز من هول الأشياء الواجب عليك فعْلها أو الفواتير الواجب سدادها. لا شك أن هذه الأشياء جميعًا مُثيرة للضغط النفسي بحق، وأن أجساد الناس تستجيب بناءً على ذلك.
تهدُف تفاعُلات الضغط النفسي الفسيولوجية إلى مساعدة البشر (والحيوانات) على الاستجابة للمواقف الخطيرة التي تُهدِّد حياتهم — مثل أن يُطاردَك كلب ضخم يَنبح أو عند القتال في الحرب. وقد تكون هذه الاستجابات الفسيولوجية تكيفية أيضًا خلال مواقفَ أخرى تبدو «شديدة التوتُّر»، مثل مقابلة العمل أو اللقاء الأول بمَحبوبك.
رغم أننا لحُسنِ الحظ لا نُواجه عوامل ضغط نفسي تُهدِّد حياتنا بحق بصفة منتظمة (أو حتى غير منتظمة)، فإننا كثيرًا ما نبالغ في ردود أفعالنا النفسية تجاه عوامل الضغط النفسي الصُّغرى فتبعث في أنفسنا جزعًا وهمًّا بالغين. وبإمكان رد الفعل هذا، على الأقل في بعض الحالات، أن يُؤدِّي بدوره لعواقب تُهدِّد الحياة.
وفي هذا الفصل سأصف كيف تترك طريقة تفكيرنا آثارًا حقيقية وطويلة الأمد على صحتنا العُضوية. لكن لا تَقلقوا! سوف أذكر في النهاية استراتيجياتٍ معيَّنة يمكن استخدامها للسيطرة على الضغط النفسي على نحوٍ أفضل — لنكون أشبه بالحمار الوحشي.
قوة الأدوية الوهمية
تخيَّل نفسَك في صيدلية تتُوق لشراء دواء يُخلِّصك من أعراض برد بغيضةٍ للغاية — سعال مزمن وحلق مُلتهِب وأنف مسدود. ثم تُواجِه خيارًا: إما أن تبتاع الدواء الأرخص الذي لا يحمل علامة تجارية، أو تدفع ثَمن الدواء الباهظ الذي يَحمل علامة تجارية. ورغم أنك تُدرك ذهنيًّا أن هذَين الدواءين مُتماثلان تمامًا، فإنك تُقرِّر شراء الأغلى ثمنًا. لماذا؟ لأنك، مثل أغلبنا، تعتقد أنه أفضل مفعولًا.
وقد تندهش أن هذا الاعتقاد دقيق؛ الأدوية الباهظة ذات العلامات التجارية أفضلُ مفعولًا. لكن ها هي المفارقة: ليسَت هذه الأدوية أفضلَ مفعولًا إلا لأننا نَعتقِد هذا. وذلك الاعتقاد هو ما يؤدي إلى تخفيف الأعراض بشكلٍ أكبر. من المُمكِن أن تؤدي الأدوية والعلاجات الوهمية إلى آثارٍ حقيقية، بل ومُستمِرة في كل جهاز حيوي من أجهزة الجسم تقريبًا والعديد من الأسقام، منها ألم الصدر والتهاب المَفاصِل وحُمى الكلأ والصداع والقرح وارتفاع ضغط الدم وألمُ ما بعد الجراحة ودُوار البحر ونزلات البرد.
تقدِّم هذه الدراسة دليلًا قويًّا على أن العلامة التجارية لها تأثير مُهم. فالمشاركون الذين تناولوا الدواء الذي يَحمل علامة تجارية أفادوا بنسبٍ مُماثلة من زوال الألم بصرف النظر عما إذا كانوا تلقَوا إيبوبروفين حقيقيًّا أو وهميًّا. أما بالنسبة إلى أولئك الذين حصلوا على الدواء ذي الوسم العام، فقد أدلى الذين حصلوا على الدواء الحقيقي بتراجُع الألم بدرجةٍ أكبر من أولئك الذين حصلوا على الدواء الوهمي. إن توقعاتنا حيال فاعلية الدواء لها أثر كبير على شعورنا بالألم.
فهم تأثير الدواء الوهمي
من الواضح إذن أن تأثيرَ الدواء الوهمي قوي جدًّا، وهو الفائدة التي تعود علينا لمجرد ترقُّب فاعليةِ تدخُّلٍ من نوعٍ ما (سواء قرص أو إجراء طبي أو حقن). لكن كيف على وجه التحديد تؤدي توقعات التخلُّص من الألم إلى الشعور بتحسُّن؟
من التفسيرات أن اعتقادات الناس إزاءَ العلاج لها أثرٌ في سلوكهم. فعلى سبيل التوضيح، حين نتوقَّع أن يكون أحد الأدوية ناجعًا، ربما نغيِّر سلوكنا بطريقةٍ تؤدي إلى آثارٍ مفيدة فعلًا. تخيَّل أنك كنت تعاني صداعًا شديدًا، ثم تناولت قرصًا وأنت مُوقِن أنه سيُزيل هذا الألم. يُحتمل أن يؤدي توقُّعك اختفاءَ الألمِ سريعًا إلى الاسترخاء، وهو ما سيُساعِد بدوره على الحد من الصداع.
-
خضع الرجال في المجموعة الأولى لجراحةٍ قياسية بمنظار المَفصِل.
-
وخضع الرجال في المجموعة الثانية لعملية غسيل مَفصِل الركبة، لكن دون كَشطِها كما يحدث في الجراحة القياسية.
-
لم يُجرَ لرجال المجموعة الثالثة إجراءٌ جراحي فعلي — وإنما شُقَّت رُكَبهم بمبضع لتترك ندبة فحسب.
أُخبِر المشاركون كلهم أنهم سيُشاركون في دراسة بحثية — فوافَقُوا — وإن كانوا لم يُخبَروا بنوع الإجراء الذي سيخضعون له. بعد ذلك استمرَّ تقييم حالة المرضى جميعًا على مدار عامين لتحديدِ ما إن كانت «الجراحة الفعلية» أفضلَ بحقٍّ من «الجراحة الوهمية». فكان الباحثون يسألون هؤلاء الرجال أسئلة حول مقدار الألم الذي كانوا يشعرون به، وما إن كانت قدرتهم على أداء الأعمال اليومية، مثل السير وصعود السلالم، قد زادت.
كانت النتائج مُذهلة. فلم يكن ثمَّة اختلاف في درجة الألم أو أداء الوظائف بين مرضى المجموعات الثلاث في أي مرحلة خلال عمليات المتابعة.
رغم أن الباحثين لم يستطيعوا أن يعرفوا تحديدًا ما الذي أدَّى إلى شعور الرجال في المجموعات الثلاث بنفس القدْر من التحسُّن؛ فمِن بين الاحتمالات أن مجرَّد الاعتقاد بأنهم خضعوا لجراحةٍ ستُحسِّن حالتهم جعلهم يُغيِّرون سلوكهم. من الوارد أن يكون الرجال في المجموعات الثلاث قد اتبعوا تعليمات النقاهة بحذافيرها، مثل المواظبة على التمرين لزيادة الحركة والعمل مع اختصاصي علاج طبيعي. بالتالي من الوارد أن يكون سلوكهم هو ما أدَّى إلى تراجع الألم وتحسُّن الأداء الوظيفي.
كيف تؤثِّر المواقف الذهنية على الهرمونات والجوع والصحة
يدُلُّ تأثير الدواء الوهمي دلالةً واضحة على أن توقُّعاتنا إزاء تأثيرات الأدوية لها أثرٌ ملموس على الطريقة التي تستجيب بها أجسادنا وعقولنا. ومن هذا المُنطلَق، تؤدِّي مواقفنا الذهنية إزاءَ فاعلية الأدوية إلى تحسُّن حالتنا فعليًّا. لكن هذه إنما واحدة من الطرق التي تؤثِّر بها طريقةُ تفكيرنا على الاستجابة الفسيولوجية لأجسادنا.
بالطبع كان الشرابان متطابقين.
بعد أن انتهى المشاركون من الشراب، قاس الباحثون مستوى الجريلين في أجسامهم. يُثير الجريلين الشعورَ بالجوع؛ أي إنه كلَّما ارتفع مستوى الهرمون زاد الجوع. من ثمَّ فإننا بعد أن نتناول وجبةً دسمة، ينخفض مستوى الجريلين، فكأنه يقول للجسم: «لقد تناوَلت ما يَكفي من الطعام.»
كما توقَّع الباحثون، ظهر لدى الناس الذين اعتقدوا أنهم قد تناولوا مشروبًا عالي السعرات انخفاضٌ كبير في مستويات الجريلين — أكثر ثلاث مرات تقريبًا عن مستوياته حين اعتقدوا أنهم قد احتسَوا شرابًا للحمية. مجرَّد الاعتقاد أنهم قد استهلكوا سعراتٍ أكثر أدَّى إلى تغيرات في الاستجابة الفسيولوجية للجسم — وانخفاض هائل في الشعور بالجوع.
لم تُخبَر النساء في المجموعة الأخرى بهذه المعلومة.
ثم عاد الباحثون إلى الفندق بعد أربعة أسابيع لقياس أيِّ تغيُّرات ربما تكون قد طرأت على الحالة الصحية للنساء، ومنها الوزن ودهون الجسم وضغط الدم. اكتشفت الدراسة أن مجرد إخبار الناس بأنهم يمارسون نشاطًا رياضيًّا قد أدَّى بالفعل إلى تحسُّن الحالة الصحية. بعبارة أدق، أولئك النساء اللواتي قيل لهنَّ إن عملهن بالتنظيف يأتي في عِداد النشاط البدني الموصى بمُمارسته يوميًّا ظهر لديهن انخفاض في الوزن وضغط الدم ودهون الجسم ونسبة الخَصر إلى الورك ومؤشر كتلة الجسم، مقارنة بالنساء اللواتي لم يُخبَرن بتلك المعلومة.
كيف حدث هذا؟ الباحثون لا يَدرُون على وجه التحديد. هل انخرطَت النساء اللواتي قيل لهن إن عملهن في التنظيف يُحسَب نشاطًا بدنيًّا، في تلك الأعمال بهمةٍ أكبر؟ هل أدَّى اطمئنانهنَّ المستجد إلى أنهن كنَّ في الواقع يلبين إرشادات النشاط البدني اليومي الموصى بها إلى إدخال تغييرات أخرى في سلوكياتهن في الغذاء والتمارين؟ رغم أن الآليات التي تُفسِّر ما كان من فوائد محسنة ليست معروفة بعينها، فإن هذه النتائج تشير ببساطة إلى أنه من الممكن أن يؤدي تغيير المواقف الذهنية لدى الناس إزاء نشاطهم إلى نتائجَ أفضلَ من الناحية الصحية. وكما تُشير إلين لانجر، أستاذة علم النفس في جامعة هارفارد ومؤلفة هذه الدراسة: «أعتقد أن الدراسة تكشف عن أننا نملك السيطرة على أدائنا نفسيًّا وبدنيًّا أكثرَ بكثير مما يظن أغلبنا.»
لماذا يشعر الأشخاص الإيجابيون بضغط نفسي أقلَّ ويتمتعون بصحة أفضل
كما ذكرنا في مستهل هذا الفصل، فإن للطريقة التي نرى بها الضغط النفسي أكبرَ الأثر على صحتنا الجسدية. فالذين يرون الضغط النفسي ضارًّا ومُوهنًا تظهر لديهم مستوياتٌ أعلى من الكورتيزول، هرمون الضغط النفسي، استجابةً للمواقف الصعبة. وهذه الاستجابة الفسيولوجية من الممكن أن تؤدِّي مع الوقت إلى تبعاتٍ سيئة على الصحة، منها ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
تأثير إعادة تأطير الضغط النفسي
حين كنتُ في أوائل العشرينيات من العمر، ثُقِب إطار سيارتي أنا وبارت صديقي أثناء القيادة على طريقٍ سريع قرب وسط مدينة أتلانتا. وفي الحال انتابني الذُّعر — إذ كان هذا قبل أن يصير مع كل شخص هاتفٌ محمول بزمن طويل. خشيت أن نظلَّ عالقين لساعات. خشيت أنني سأُضطر إما للسير وحدي لآتيَ بالنجدة أو البقاء بمفردي مع السيارة. خشيت أن يومنا بأكمله قد أفسده عُطْل السيارة.
بينما كان بارت يقف بالسيارة على جانب الطريق، رُحت أبوح بمخاوفي المتعدِّدة. فنظر إليَّ متعجِّبًا وقال: «سوف أغيِّر الإطار فحسب — لن يستغرق الأمر سوى بضع دقائق.»
ما رأيته مشكلةً كبرى رآه بارت إزعاجًا بسيطًا. فقد غيَّر الإطار، وصرنا على الطريق خلال ١٥ دقيقة تقريبًا. (عندئذٍ قرَّرت أن أتزوج هذا الرجل؛ وأصبح زوجي الآن.)
وإليكم مثالًا شخصيًّا آخرَ على ما لطريقةِ التفكير من أهمية. كانت الصحافة العامة قد أفردت عددًا لا حصرَ له من المقالات للحديث عن الضغط المتزايد الذي يشعر به الأطفال حين يَخضعون لاختبارات مصيرية، وشكا العديدُ من المعلمين والآباء هذه الاختباراتِ. حتى إن الأهالي في بعض المناطق أخرجوا أبناءهم من المدارس أيام الاختبارات. لذلك حين كان ابني روبرت متجهًا إلى المدرسة في أول يوم لذلك الاختبار، سألته عما يشعر به. فابتسم وقال: «إنني أحب الاختبارات — إن هذا أفضلُ أيامِ العام!» (من الواضح أنه يُشبه أباه.)
حين سألت روبرت لماذا هو يوم طيِّب، أجاب قائلًا: «يكون الهدوء شديدًا. ويظلُّ الكل يكتبون فحسب، ولا أحد يتحدَّث. ثم نحصل على حلوى.»
قد يرى العديد من الناس الاختبارات المصيرية مثيرةً للضغط النفسي والقلق، بل وكثيرًا ما يرونها كذلك. أما روبرت، وهو شخص انطوائي؛ فالاختبار يمنحه استراحةً يرجوها بشدة من الفوضى العارمة للمدرسة. حيث الجميع صامتون ويقرءون ويملئون الفراغات في أوراق الأسئلة. كما أنه توجد حلوى في النهاية، على حدِّ قوله. فماذا عساه لا يروق له؟
تؤكد هذه الحكايات ما يُخبرنا به الكثير من الأبحاث العلمية: يتفاعل الناس المختلِفون مع نفس الأشياء بطرقٍ مختلِفة.
يرى الكثير من الناس الضغطَ النفسي شيئًا سلبيًّا لا بد من تحاشيه؛ لأنه يؤدي إلى عواقب رديئة — درجات متدنية في الاختبارات لدى الأطفال، وإنهاك وظيفي لدى الموظفين، و«خسارة بطولات» لدى الرياضيِّين. وللأسف فإن رؤية الضغط النفسي على نحوٍ سلبي تزيد من الجزع وتُخِلُّ بالأداء، فتحقِّق ما كان يخشاه المرء، بسبب طريقة التفكير هذه على وجه التحديد.
لكنَّ هناك أناسًا يرون الضغطَ النفسي جزءًا عاديًّا من الحياة اليومية ويواجهونه بطريقة تفكير إيجابية باعتباره شيئًا مثيرًا محفِّزًا ويُعطي الجسمَ طاقةً إضافيةً للاستجابة بفاعلية لمختلِف التحديات. وكما قد تتوقَّعون، غالبًا ما ينتهي الحال بالناس الذين يتخذون هذا النوع من المواقف الذهنية بنتائجَ أفضل. هؤلاء هم الناس الذين يُبدعون تحت الضغط وحين يكون القرار مصيريًّا.
تقييم طريقة تفكيرك إزاء الضغط النفسي
اجمع حاصلَ درجاتك عن كلِّ مجموعة من النقاط الأربع على حدة. كلما كان إجمالي درجاتك عن أولِ أربع نقاط مُرتفعًا، كانت طريقة تفكيرك عند الضغط النفسي أشدَّ سلبية. وكلما كان إجمالي درجاتك عن المجموعة الثانية من النقاط الأربع مرتفعًا، كانت طريقةُ تفكيرك حيالَ الضغط النفسي أكثرَ إيجابية.
الآن وقد صار لديك صورةٌ عن الطريقة التي ترى بها الضغط النفسي، فلتعلم أنه بإمكانك أن تغيِّر من طريقة تفكيرك إلى الأفضل أو الأسوأ، بصرف النظرِ عن درجاتك. إن فهْمَ دور طريقة التفكير في التأثير على رؤيتك للضغط النفسي هو الخطوة الأولى على طريق تعلُّمك الكيفيةَ التي تراه بها وتُعيد صياغتَه بأسلوبٍ جديد أكثرَ إيجابية.
ما هي خلاصة القول؟
لا سبيلَ لتحاشي الضغط النفسي. كلُّنا نمرُّ بمتاعبَ يومية مزعجة، مثل الاضطرار للانتظارِ في صف طويل، والتعامل مع زملاء مُزعجين في العمل، والشعور بالإنهاك من قائمةِ واجباتٍ لا تنتهي. لا يمكن أن نَمحو كلَّ ما يُسبِّب الضغطَ النفسي من حياتنا. لكننا نملِك الكثيرَ من السيطرة على الطريقة التي نرى بها ما يواجهنا من تحدياتٍ أو الطريقة التي نَصوغها بها. إليكم بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تُجرِّبوها للتعامل مع هذا الضغط النفسي بطرقٍ أفضلَ وتقليل آثاره السلبية على الجسم.
الاسترخاء
عند استخدام أسلوب انبساط العضلات التدريجي، يركِّز الناس على قبض كل جزء من الجسم عمدًا ثم بسطه (اليدين والكتفَين والساقين … إلخ) واحدًا تلوَ الآخر. وهذا يساعد الناس على تعلُّم التمييز بين حالة الانقباض وحالة الاسترخاء، وهو مفيد جدًّا من أجل الحفاظ على الهدوء في أي موقفٍ مُثير للضغط النفسي تقريبًا.
التخيُّل الموجَّه هو نوع محدَّد من أساليبِ الاسترخاء التي تقرن بين الاسترخاء الشديد للعضَلات وصورةٍ مبهجة محدَّدة. يهدف هذا النهج إلى مساعدةِ الناس على الاسترخاء جسديًّا وتركيز أذهانهم على شيء غيرِ مُسبِّبات الضغط النفسي على وجه الخصوص.
إذا وجدت نفْسك تشعر بضغطٍ نفسي دائم إزاء الأمور الصغيرة أو الكبيرة في حياتك، تعلَّم الاستراتيجياتِ التي تُساعد على تهدئة جسمك — وذهنك. يوجد على الإنترنت العديدُ من أساليبِ ممارسة الاسترخاء. كما أنني في الفصل الثامن، «غيِّر سلوكك لتتغيَّر به طريقة تفكيرك»، سأشرح التأمُّل، وهو استراتيجية خاصة من استراتيجيات الاسترخاء التي تؤدِّي إلى رفاهٍ أفضلَ نفسيًّا وجسديًّا.
غيِّر طريقة تفكيرك حيالَ الضغط النفسي
دائمًا ما نرى التأثيرات السَّلبية للضغط النفسي على رفاهنا الجسدي والنفسي متجسِّدة في مجتمعنا. لكنَّنا لسنا مجبرين على التأثُّر بهذه الرسائل. إذ نستطيع بدلًا من ذلك أن نختار إعادةَ تشكيلِ الطريقة التي نرى بها التحديات التي نُواجهها، ونتبنَّى طريقةَ تفكير أكثرَ إيجابية إزاء الضغط النفسي.
وكما توقَّع الباحثون، كشف الأشخاص الذين شاهدوا فيديو الأثر التحفيزي للضغط النفسي عن فوائدَ كبرى. إذ أدلوا بتحسُّن أدائهم في العمل، وأفادوا بمستوياتٍ أدنى من القلق والاكتئاب.
إننا لا نملك السيطرةَ على ما تضعه الحياة في طريقنا، لكن بإمكاننا جميعًا أن ندأب على إعادةِ رؤية المواقف الصعبة باعتبارها تحديات، وليس تهديدات. ولهذا التحوُّل في طريقة التفكير فوائدُ كبرى لصحتنا النفسية والجسدية.
تعوَّد الرِّفق بالذات
وقد كشفت النتائج التي توصَّلوا إليها أن الأشخاصَ المتدنيين في مستوى رفْقهم بذواتهم لديهم مستوياتٌ أعلى من الالتهاب حتى قبل الخضوعِ لاختبار الضغط النفسي، مما يُشير إلى أن هؤلاء الأشخاص في الأساس يَمضون في الحياة شاعرين بقدرٍ أكبرَ من الضغط النفسي. كذلك ظهر لدى الأشخاصِ القليلي الرِّفقِ بذواتهم مستوياتٌ أعلى من الالتهاب بعد اختبارِ الضغط النفسي، وهو ما يشير إلى أنهم يتفاعلون بطرقٍ سلبية مع مكدِّرات الحياة اليومية. ومن الممكن مع الوقت أن يؤثِّر افتقارهم للرِّفق بالذات سلبًا على حالتهم الصحية، بل وأعمارهم أيضًا.
ولذا، إليكم طريقة سهلة لتصير أكثرَ سعادة وبحالة صحية أفضل: التمسْ لنفسِك بعض الأعذار. فلتغفِر لنفسِك، واعطفْ عليها، وعامِلها بعناية وحنان.