فْرُو
«لقد تعوَّدَت أن تحب الراحل، وأرادَت منه أن يحبَّها دائمًا وأبدًا، بحيث تضطرِم داخلَها حياة أخرى لطيفة، وتمتدُّ في نفسها العادية المُملة. ولم تكن هي قادرةً على الحب كما تُريده … بقوة واستمرارية. كانت تتعب أحيانًا، وعندئذٍ تبكي من الحسرة لأن قلبها لا يستطيع أن يحبَّ بلا كلل.»
«فرُو» امرأة عشرينية محبَّة وبسيطة، قرَّر زوجها مهندس الكهرباء الحالم «فيودور» السفرَ إلى الشرق الأقصى لاستكشافِ آفاقٍ جديدة، مدفوعًا بشغفِه بالتكنولوجيا الحديثة، وحماسِه للعمل على مشروعات عظيمة تخدم المجتمَعات البشرية، فسعى وراء حُلمه الاجتماعي وترَك زوجته وحيدةً بائسة، حُلمها الوحيد هو الشعور بالحب والدِّفء والاستقرار إلى جانب زوجها، بينما ضحَّى هو بهذه القِيَم الإنسانية البسيطة وبسعادته الشخصية لأجل الصالح العام. حاولَت «فرُو» جاهدةً أن تحثَّ زوجها على الجمع بين الحب والنجاح الشخصي، وأن يظلَّا معًا لا تفرِّقهما متغيِّرات الزمن القاسية، تُرى هل ستنجح في ذلك وتُعيد إليها زوجها الحبيب مرةً أخرى؟