حول تغيير لباس الرأس في الجيش المصري
أهرام ٢٧ يونيو سنة ١٩٣٩
لقد كان سرورنا عظيمًا عندما حملت إلينا جريدة الأهرام الغرَّاء نبأَ اعتزامِ وزارة الدِّفاع الوطني إقامة مصنع لمُهِمَّات الجيش المصري، وأنه سيكونُ من بينِ مصنوعاته الطرابيش. ولقد سمعنا قبل ذلك بأيَّامٍ قلائل بعض أخبار وإشاعات حول تغيير الطربوش الذي هو لباس الرأس للجنود المصرية بلباسٍ آخَرَ، فتأثَّرنَا لذلك النبأ، ولكنَّا عددناه من الإشاعات التي تروَّجُ في بعض الأحيان عادةً، وهي بعيدة عن الحقيقة.
وقد جاءَ نبأُ اعتزامِ وزارة الدفاع إقامة هيكل المصنع الذي سيكونُ من بين مصنوعاته الطرابيش مفندًا لهذه الإشاعات، وإنَّنَا نشكُرُ وزارة الدفاع على احتفاظها بلباسِ الرَّأسِ الذي اعتاد الجنود ارتداءه أكثر من قرن. ولا يخفى أن الطربوش هو شعار الرأس الذي عُرِفَ به المصريون بين الأمم، وأنه الرمز القومي الذي يجب الاحتفاظ حقًّا بقوميتنا، وتابعنا في ذلك الأمم التي تعتزُّ بحقوقِ قوميتها وتُحافِظُ عليها مُحافظتَها على كلِّ ثمينٍ غال. والتفريطُ في ذلك في نظرنا يجرُّ إلى التفريطِ في غيره، وهكذا فلا تبقى للأمة شخصية، بل لا تصبح بعد ذلك في الحقيقة لها من الأمة إلَّا الاسم!