آل الجميل
آلُ الجميل سُرور كل حزين
كهف اليتيم وملجأ المسكين
تعنو لهم سروات كل قبيلة
وتهابهم آساد كل عرين
وإذا تماحكت الخصوم فبأسهم
يدع الخصيمَ مُجدَّع العرنين
وإذا تلوَّثت الجباه بخزيةٍ
فجباههم أنقى من النسرين
عزَّت بهم دار السلام فهم بها
أركان عز كالجبال مكين
فإذا تقطَّعت المُنى بك فاعتصم
منهم بحبل في الرجاء متين
تتفاخر الأخرى بفضل دفينهم
كتفاخر الدنيا بفخر الدين
ذاك الذي مجد الجدود بمجده
قد زِيدَ تمكينًا على تمكين
إنَّ ابن عيسى بن الهمام محمد
لأجلُّ نجلٍ بالثناء قمين١
يا ابن الأكابر قد دعوتك ظامئًا
ظمأ الحياة فجدْ بما يُرويني
وأنا العليل بحاجة تدري بها
وأظنُّ فضلك ناجحًا يشفيني
قد عاقني الإملاق عن سفري إلى
من طال مُعتلجًا إليه حنيني
وأنا المشوق ولست ممن شاقهم
بقرُ العذيب ولا مها يبرينِ
لكن قلبي لا يزال يشوقُه
ظبْيٌ أقام بدار قسطنطينِ
فَأرِشْ جناحي كي أطير بريشه
فيكونَ ظني في نداك يَقيني٢
واعذِر فإني بالحقيقة لم أبحْ
إلا إليك وأنت خير فطينِ
إني إذا آوي إليك فإنما
آوي إلى ركنٍ أشدَّ رَكينِ
١
فلان قمين بكذا: جدير به.
٢
أَرِشْ جناحي: أَنبتْ فيه الريش.