فلكس فارس
إنَّ فِلَكْسَ بنَ فارس رجلٌ
بنا افتقار إلى غنى أدبِهْ
تمَّ له السبق في العلاء بما
أحرز يوم الفخار من قَصبه
مُفوَّه لو رآه يخطب في المحـ
ـفِل قُسٌّ جثا على رُكبه
ينطق عن فطنة لها حكَمٌ
تبرئُ قلبَ الجهول من وَصَبه١
لم يُصغِ مُصغٍ إلى خَطابته
إلا وقد راقه فأعجب به
تعود كل الخطوب هيِّنةً
إذا فزعنا منها إلى خُطَبه
أتعب في النصح نفسَه فأتتْ
راحة أهل البلاد من تعبه
يطلب أن تنهض الرجال إلى
مجْدٍ يجِدُّ الكرامُ في طلبه
سَلْ عنه لبنان كم تَطرَّبه
منه خطابٌ فماد من طربه
وسلْ دمشقَ الشآم عنه وما
بعد دمشق الشآم من حَلَبه
كم ليلةٍ للشكوك داجية
أنارها باليقين من شُهُبه
حرٌّ يؤاخي في الحق كل فتًى
حرٌّ ولو شطَّ عنه في نسبه
إن قال قولًا أو انتضى قلمًا
فنصرةُ الحق منتهى أربه
فاركَنْ إليه وخلِّ حاسده
محترقًا من جواه في لهبِهْ
١
الوصب: المرض والوجع الدائم.