إلي جميع الغواني
وقفتُ عليكن قلبي الذي
يمرُّ به الحُبُّ مَر السَّحاب
ومنكن أحببت هاتي وذي
وألفيتُ عذبًا بكنَّ العذاب
•••
فمنكن بيضاء ما مثلها
«عدا حمرة الخدِّ» إلا القمر
فتلك التي طاب لي وصلها
كما ليلة البدر طاب السمر
•••
ومنكن حمراء جذابة
حكى وجهها الشمسَ عند الطلوع
أرى عينها «وهي خلابة»
فأمسك بالكف منِّي الضلوع
•••
ومنكنَ صفراءُ في لونها
كأن قد تردَّت شُعاعَ الأصيل
إذا ما تمشَّت على هُونها
أصحَّت هبوب النسيم العليل
•••
ومنكنَّ سمراء تحكي الدمى
وتبعث في القلب ميت الهوى
على شفتيها يلوح اللمى
فيضرم في الصب نار الجوى١
•••
وَمنكنَّ من هي مثل الرياح
لها في ذرا كل لب هبوب
تريد غِلاب جميع الملاح
وتبغي عذاب جميع القلوب
•••
ومنكنَّ من هي مثل النجوم
من البعد ناظرة تبتسم
فتلك عليها فؤادي يحوم
وتلك إليها الردى أقتحم
•••
ففيكن طُرًّا بوادي الهوى
أهيم وإن لم تعد عائده
ألا إن حبًّا بقلبي انطوى
كثير فلم تكفه واحده
١
اللمى: سواد الشفة وهو محبوب عند العرب.