إلى القزويني
هو المرحوم أبو العز السيد محمد القزويني العالم المشهور.
قف بالديار الدارساتِ وحيِّها
واقرَ السلام على جآذر حَيِّها١
وانشُد هنالك للمتيَّم مُهجة
فنيتْ من الأهواء في عُذريِّها
وسل المنازلَ هل علمنَ بأنني
قد شفَّ جثماني الهوى بظُبيها
يا قلبُ أيُّ هوى أصابك عندما
أصميت باللحظات من ثُعَلِيِّها٢
رَشأٌ إذا أبدى ابتسامة شائقٍ
أجرى المدامعَ من عيون عصيِّها٣
شغلَ القلوب بحبه ولطالما
فتكت ضعافُ لحاظه بقويِّها
من لي بلثم مُقَبَّلٍ من شادن
عذب الثنايا الواضحات شهيها٤
يا عاذلًا صدعَ القلوبَ بلومه
مهلًا فليس خَليُّها كشجيِّها
من ذا استطاعَ يردُّ عن غيِّ الهوى
فئة ترى كل الرشاد بغيها
دعْ يا عذولُ أخا الغرام معظمًا
للدار يلثمها كرامة ميِّها
كأفاضل «الفيحاء» حيث تفاخرت
بِسَريِّها الجَحجاح وابن سريها٥
السيد السند الهمام محمد
فرع النبوة وابن خير وصيها
كم شاع للفيحاء بين بلادنا
شرف حوته بفضل قزوينيِّها
ذاك الذي كم من مناهل فضله
فازت محلَّأةُ النفوس برِيِّها٦
يا سيدًا في المجد أحرز شهرةً
ملأت مسامعنا بصَوت دويها
والتْك نفسي ترتدي بك سؤددًا
وقد ارتدته فكنت خير وليها
لِمَ لا أسود بحبكم في أُمَّةٍ
فرَض المهيمن حبَّ آل نبيِّها
زهت المكارمُ فيك حيث لبستها
شِيمًا تزيَّا الأكرمون بزيِّها
فعشقت منك على البعاد خلائقًا
شغلت — وحقك — مهجتي عن حيها
فإليكها عذراءَ عزَّ قِيادها
لولا مديحك لم تبُح برويها
وافتْك في «رمضان» تنشر مدحه
عبقت تهانيك الحسان بطيها
لتشدَّ معك عُرا الوداد وثيقة
بيدٍ، ولاؤك كان خيرَ حليِّها
إني لأَغبطها إذا هي أنشدت
بنديِّ عفِّ النفس منك ذكيها
وغدت تجيد المدح منك لسيد
شهم الغطارفة الكرام أبيِّها
١
الجآذر: جمع جؤذر؛ وهو ولد البقرة الوحشية.
٢
ثعليها: رامٍ منسوب إلى بني ثعل وهم حي من طيئ مشهورون
بالرمي.
٣
الرشأ: ولد الظبية.
٤
المقبل: الفم. والشادن: ولد الظبية.
٥
هي مدينة الحلة. والسري: السيد الشريف السخي. والجحجاح:
السيد المسارع إلى المكارم.
٦
المحلأة: العطاش المطرودة عن الماء.