ذكرى المآثر التيمورية١
«لأحمد تيمورٍ» مآثر لم تزلْ
تشيرُ بتعظيم إليها الأناملُ
شوامخ كالأطواد عالية الذرا
ولكنها لا تعتريها الزلازل
تزيدُ على كرِّ الجديدين جِدَّة
وتبلى الدواهي دونها والغوائل٢
إذا ذكِرت في القوم حُلَّت لها الحُبا
وقام لها جمع من القوم حافل٣
هو العالم الحبر الذي كان علمه
كأخلاقه فيه النهى والفضائل
إذا لم يزن علمَ الفتى حسنُ خلقه
فما هو في شيءٍ على الناس طائل
به فقدت «مصر» العزيزة فاضلًا
له في مغانيها مَساعٍ فواضل
أقام بها ما فاق في الفضل نيلَها
خزانة كتْب تنتحيها الأفاضل٤
مناضدها للتائهين معالم
وأسفارها للظامئين مناهل
إذا غمَّ أفق العلم أبدت أنارةً
تقوم بها للحائرين دلائل٥
عليه سلام الله ما هِيبَ عالم
وعِيب بإهمال التعلم جاهل
ولا برحت مصر ينير لها الدُّجى
رجال عظام من بنيها أماثل
الأعظمية – ١٤ كانون الثاني سنة ١٩٤٤
١
وهي من أواخر شعره.
٢
الغوائل: جمع غائلة، وهي المهلكة.
٣
الحبا: جمع حبوة، وهو ما يشد به العربي رجليه إلى ظهره من
شملة أو عمامة أو نحوها إذا جلس في نادي قومه، وحل الحبا:
كناية عن الاهتمام بالأمور، يقال للشيء المهم: هذا أمر تحل له
الحبا.
٤
تنتحيها: تقصدها.
٥
غم أفق العلم: أظلم. والأنارة: البقية من الشيء، كذا في
جريدة «البلاد» ولعلها محرفة عن إنارة، يريد إذا غام الأفق
بالشبه ظهر منها نور يوضح أمام الحائرين.