تجاه اللانهاية
أبعدَ الدهر في الفضاء مكرَّهْ
عالقًا في مكرِّه بالمجرَّهْ
إن أمَّ النجوم بنتُ زمان
لم تزل حادثاته مستمرهْ
في فضاء لو سافر البرق فيه
ألفَ قرنٍ لمَا أتى مُستقرَّهْ
ولوِ الشمسُ ضُوعفت ألفَ ضعف
لم تكن في أثيره غيرَ ذرَّه
ولوِ الفكر غاص فيه مُغِذًّا
لم يكن بالغًا يدَ الدهر قعرَه
سعة تحسب المجرَّة فيها
حَلقةً ألقيت بصحراء قفرَه
يقف الفكر دونها مُكوَئِدًّا
مقشعرًّا وتأخذ العقل حَيْرَه
لو أضفنا إلى الفضاء فضاء
مثله لم نزد ولا قيدَ شعره
إن تكن هذه المجرَّة نهرًا
مستفيضًا فشَمْسُنا منه قطره
أو تكن أرضنا من الشمس جزءًا
فهْي سقطٌ من جمرة مستحرِّه
إن تُسائِل عنا فنحن هباءٌ
ذُرَّ من صنعة القوَى بمذرَّه
صادفتنا أشعةٌ من حياةٍ
فظهرنا وهل لأول مره
كل مَنْ جاوز الأشعة منا
فهو هاوٍ في ظلمةٍ مكفهره
فعلام الحقودُ يضمر حقدًا
وعلام الجهول يظهر كبرَه؟