عرس مصر
قالها لَمَّا أُقِيم في مصر عرس لكريمة مصري عند اقترانها بابن الداماد فريد باشا، وكان ذلك في أثناء حرب البلقان المعلومة.
أطربَتهمْ بلحنها الأنغامُ
حين أدمت قلوبنا الآلامُ
فأقاموا مجالسَ الأنس حتى
رقصَ العار بينهم والذَّامُ
أضحكوا أوجه السفاهة ضِحكًا
قد بكت في خلاله الأحلام
إنَّ في مصر للكريمة عرسًا
سوف تُعنَى بشرحه الأقلام
أوقدوا فيه للسرور سِراجًا
عمَّ من نوره البلاد ظلام
ذاك عرس تَكشَّر اللؤم فيه
عن نيوبٍ كأنهن سهام
وتغنَّت للقوم فيه قِيانٌ
أنكر المهدُ صوتها والذمام
فلِعَين الحليم فيه بكاء
ولثغر السفيه فيه ابتسام
•••
أيها الْمُولمُون في مصر مهلًا
إن إيلامكم لنا إيلام
أتغنِّيكم القيان بيوم
قام في مأتمٍ به الإسلام؟!
لبست هذه البلاد حدادًا
وتحلَّت بوشيها الأهرام
وجرت أعين الفرات دموعًا
وجرى النيل ثغره بسَّام
أشمَاتًا بالمسلمين وقد دا
رت عليهم بنحسها الأيام؟!
إذ رمتهم يد الزمان بخطب
جَلَلٍ ما لنقضه إبرامُ
فهوت في مصارع الحكم منهم
جثثٌ تملأ الفضاء وهام
وتخلَّوْا عن البلاد وأبقَوا
حُرماتٍ تدوسها الأقدام
•••
يا بني مصر صَغْية لسؤال
فيه عَتب لكم وفيه مَلام
أتُناط الفتوخُ في خِنصر الكفِّ
ازديانًا إن قطَّتِ الإبهام؟!١
أدماء القتلى لديكم خِضابٌ
أم أنين الجرحَى لكم أنغام؟!
أم تريدون أن تكونوا كقوم
أسكرتهم بين القبور مُدام؟!
أم أصختم إلى الأغاريد كيلا
تسمعوا كيف تنحَب الأيتام؟!
لست أدري وقد سمعت بهذا
يقظة ما سمعته أم منام؟!
١
الفتوخ: جمع فتخ، وهي حلقة كالخاتم.