تحية سركيس
أنشدها في حفلة أقيمت في القدس لتكريم الكاتب الشهير سليم سركيس، عند قدومه إليها زائرًا.
من فاضلٍ أكبرتُه قبل اللِّقا
فَسجَرْتُ فيه من الثناء وطيسا
حتى إذا كان اللقاء وجدت ما
يُعزى إليه من العُلا معكوسا
إلا الفتى سركيس؛ أي وتشرُّفي
بلقائه، إلَّا الفتى سركِيسا
جالسته في القدس أولَ مرَّةٍ
فأحسَّ قلبي من هواه رَسيسا
في مجلسٍ نظم الزمان بصدره
عقدًا من الصيد الكرام نفيسا
إذ كان يسكرنا بخمر حديثه
فيدير منه على الجلوس كئوسا
يحيي السرور الميتَ منك بنكتة
فيُريك معجزة ابن مريم عيسى
وإذا أفاض من الحديث بحكمة
خِلنا محدِّثنا أرسطاليسا
وإذا تحدَّث مازحًا فنكاته
بالضحك تصفع من تراه عبوسا
لو يستدرُّ يد الشحيح بظرفه
يومًا لجاد له وحَلَّ الكيسا
جالسته فَكه الكلام منافثًا
أكرمْ بمثلك يا سليم جليسا!
فمجالس الأدباء أنت رئيسها
أخلق بمثلك أن يكون رئيسا
أولست ربَّ مَجَلَّةٍ أدبية
تُزري بأزهار الرياض طروسا
في كل شهرٍ بالفنون تزفُّها
عذراءَ باهرة الجمال عَروسا
قد جئتَ في تحبيرها متنطِّسًا
تشفي بنفث يراعِكَ المألوسا
تبدو الحقائق من خلال سطورها
فتضيء في ليل الشُّكوك شموسا
لَمَّا قدمتَ القدس قصدَ زيارةٍ
فمنحتَ وحشة أهلها تأنيسا
قمنا لفضلك يا سليمُ تجلَّةً
نحني الظهور مُطأطِئين رءوسا