إلى البلاغ
أرسلها وهو في الآستانة إلى محمد باقر، لَمَّا أصدر جريدة البلاغ في بيروت.
أباقرُ لم تَدعْ للقوم عُذرًا
بما أصدرت من حُجج البلاغِ
فقد صُغت النصائحَ خالصاتٍ
فجاءت وهي فائقة المصاغِ
وأوضحت الحقائق رائقات
لدى الأذواق طيِّبة المساغِ
ولكن أين من يُصغي ومن ذا
نحاول منه قلبًا غير صاغِ؟
لقد حلم الأديم فليت شعري
أينفع ما تريد من الدباغِ؟
ألست ترى بني الإسلام أمسوا
حيارَى بين منتصف وباغِ؟
فقومٌ في مقاصِفهم وقومٌ
يلوكون القفار بلا صِباغِ
وكم داعٍ رأوه لهم «مفيدًا»
وما هو في «الحقيقة» غير لاغ
وكم صحفٍ لهم فغرَتْ حلوقًا
لتمضغهم بأسنان شواغِ
وما أخذتهمُ نفثًا ولكن
تضجُّ كأنها الإبل الرَّواغي
على أني وإن أبديت سُخطًا
فما أدعوك فيه إلى الفراغِ
فلا تترك بلاغَك عن مَلالٍ
فيفرحَ من مَلالك كل طاغِ
فقم في القوم مُنتضيًا يراعًا
يفلِّق هام أرباب الرَّواغِ
وخاطبهمْ بشقشقةِ المنادي
وآونةً بدندنةِ المنَاغي
فأنت فتًى إذا بلَّغت أمرًا
تؤيِّدك البلاغة في البلاغ
وأنتَ وإن خُلِقتَ نحيف جسم
تفوق سواك في كبر الدِّماغ