نحن في بغداد
أيا سائلًا عنَّا ببغدادَ إننا
بهائم في بغداد أعوزها النَّبْتُ
علَتْ أمَّة الغرب السماءَ وأشرقتْ
علينا فظَلنا نَنظر القوم من تحتُ
وهم ركضوا خيلَ المساعي وقد كبا
بنا فرَسٌ عن مِقنَب السعي مُنْبَتُّ١
فنحن أناسٌ لم نزل في بَطالةٍ
كأنَّا يهودٌ كلُّ أيامنا سبتُ
خضعنا لحكام تجور وقد حلا
بأفواهها من مالنا مأكل سُحْتُ٢
كما قامرَتْنا ساسةُ الأمر خِدعةً
فتمَّ علينا بالخِداع لها الدسْتُ٣
لماذا نخلف الموت جُبنًا فلم نقم
إلى الذَّبِّ عنا من أمورٍ هي الموت؟!٤
إذا كنتُ لا ألقى من الموت موئلًا
فهل نافعي أن خِفته أو تهيَّبتُ؟!
ولَلمَوتُ خيرٌ من حياة تشوبها
شوائب منها الظلم والذل والمقتُ
١
ركض فرسه: غمزه برجله ليعدو ويسرع. كبا: عثر. المقنب: جماعة
من الخيل تجتمع للغارة. منبت: منقطع.
٢
السحت: المكسب الحرام.
٣
الدست: الخديعة، والدست أيضًا: هو الذي يكون فيه الغلب في
الشطرنج، وهذا المعنى أقرب المعاني ليناسب معنى
المقامرة.
٤
الذَّبُّ: المدافعة.