إلى المتقاعدين من ضباط الجيش
عقل وتجربة وجدٌّ زائدُ
هذي صفاتٌ حازها المتقاعد
جعلوا التقاعد للجنود كرامة
كي يستريح من الجهاد مجاهد
ليس التقاعد للرجال بطالةً
إن البطالة للرجال مفاسد
لكنه عمل جديد نافع
عما تقوم به الحكومة حائد
بالسعي تزدهر الحياة وإنما
لون الحياة بغير سعيٍ كامد
إن الحياة ليقظة فعَّالة
فالراقد الكسلان فيها بائد
لن تبلغ العلياءَ في ساحاتها
هِممٌ مثبطة وعزم راقد
انظر تجد شُعَبَ الحياة كثيرة
فيها من السعي الحثيث مشاهد
فكأنَّ أشغال الحياة مراجل
والسعي نارٌ والبلاد مواقد
يا أيها المتقاعدون ألا اتَّقوا
نقدًا يصول به عليكم ناقد
علمت تجاربكم وأيقن رأيكم
أنَّ الحياة تعاونٌ وتعاضد
فاستمسكوا بعُرى المودة بينكم
كيلا يكون تباغض وتحاسد
كونوا جميعًا في الحياة كأنكم
رجل — إذا دهت الدواهي — واحد
في الحرب طاب لكم جِلادٌ فلتطبْ
في السلم أعمال لكم ومقاصد
تركت أكفكمُ السيوف وعندها
منكم أشد من السيوف سواعد
كل الحياة معارك لكنما
فيها سلاح المرءِ جُهد جاهد
ولربما كانت سلاحًا نافذًا
عند اللئام دسائس ومكايد
فأتوا من الأعمال ما هو صالحٌ
للناس فيه مصالح وفوائد
وتتبعوا سُبلَ الحَياة ولا يكن
منكم إلى غير المكارم قاصد
وتصرَّفوا في أمرها بمهارةٍ
وذروا السيوف فإنهن جوامد
ما عاب من سَلَّ المهنَّد أنه
للسيف من بعد التجالد غامد