التعصب الوطني للأدب
من جَوْر مصر على العروبة أنها
تتعمدُ التمصيرَ في آدابها
وتحيد عن آداب كلِّ قبيلة
لم تنتحلها مصر في أنسابها١
فترى بمصر تعصُّبًا لأديبها
متواليَ النزغاتِ في أعصابها٢
فاذكر أولي الآداب من غير الألى
في مصر يغضبْ منك أهل جَنابها
وأَشِدْ بمن في غيرِ مصرَ مُنوِّهًا
ما إن ترى فيها لقولك آبِها
تحفى بمنشدها القريب وتدعي
أن لن يكون له البعيد مشابها
فالشاعر المصريُّ فيها فاضل
وسواه مفضول وإن يكُ نابِهَا
وكأنما أمست مواهب ربنا
مقصورة فيها على كُتَّابها
هذا لعمر اللَّه جَوْر عدَّهُ
من فرْطِ ضَلَّتها أولو ألبابها
آدابُ كل مَعاشرٍ كعلومهم
جَلَّت عن الأوطان في استنسابها
للعلم والآداب في كل الورى
دار محرمة إجافةُ بابها٣
من أين كانت مصرُ في أقباطها
كمواطن الأعراب في إعرابها؟
أبتِ العروبةُ أن يفوق هزَارَها
صُرَدٌ زَقى في مصر زقْيَ غرابها٤
١
تنتحلها: تدعيها.
٢
النزغات: جمع نزغة، وهي الميل مع الهوى.
٣
إجافة الباب: إغلاقه.
٤
الصرد: طائر. وزقى: صاح وصوت.