إلى العمال
كلُّ ما في البلاد من أموال
ليس إلا نتيجة الأعمال
إن يطب في حياتنا الاجتماعيـ
ـة عيشٌ فالفضل للعمال
وإذا كان في البلاد ثراء
فبفضل الإنتاج والإبدال
نحن خلق المقدَّرات وفيها
لا حياة للعاطل المكسال
عندنا اليوم في الحياة نظام
قد حوى كل باطلٍ ومحال
حيث يسعى الفقير سعي أجيرٍ
لغني مستأثرٍ بالغلال
فترى المكثرين في طيب عيشٍ
أرغدته لهم يد الإقلال
وترى الغائصين في البحر أمسى
لسواهم ما أخرجوا من لآلي
وترى المعسرين في كل أرض
كعبيد والموسرين موالي
أكثر الناس يكدحون لقومٍ
قعدوا في قصورهم والعلالي
واحد في النعيم يلهو وأَلفٌ
في شقاءٍ وأبؤسٍ واعتلال
حالةٌ في معاشنا أسلكتنا
طرقات المخاتل المحتال
فترانا بعضًا لبعض لبسنا
من خياناتنا مسوح الثَّعال
تلك عادٌ مستهجَنات ورثنا
ها قديمًا من العصور الخوالي
فإلى كم نشقى وحتامَ نبقى
هكذا في عَمايةٍ وضلال؟!
إنما الحق مذهب الإشتراكيـ
ـة فيما يختصُّ في الأموال
مذهب قد نحا إليه أبو ذرٍّ
قديمًا في غابر الأجيال
ليس فضل الزكاة في الشرع إلا
خطوة نحو مبتغاه العالي
مبدأ ذو مقاصد ضامنات
ما لأهل الحياة من آمال
موصلات إلى السعادة في العيـ
ـش هوادٍ إلى طريق التعالى
ليس للمرء أن يعيش بلا كدٍّ
وإن كان من عظام الرجال
كل مجدٍ يُبنى على غير سعيٍ
فهو مجدٌ مهددٌ بالزوال
ليس قدر الفتى من العيش إلا
قدر إنتاج سعيه المتوالي
ما رءوس الأموال إلا أداة
للمساعي كالحبل للأحمال
مثل شدِّ الأحمال شدُّ المساعي
ودنانيرها لها كالحبال
صاحِ ماذا تجدي الدنانير لولا
همم الدائبين في الأشغال؟!
أفتأتي من الطعام بديلًا؟!
أفتغني عن كسوةٍ ونعال؟!
حاجة المرء أَكلة وكساءٌ
وسوى ذاك بسطة في الكمال
إن للعيش حومةً في وغاها
لا تحقُّ الحياة للبُطَّال
إنها مثل حومة الحرب ما دا
رت رحاها إلا على الأبطال
وسوى الحذق ما بها من سلاحٍ
وسوى الكدِّ ما بها من قتال
بطل الحرب مثله بطل السعـ
ـي ومنه الأعمال مثل الصيال
ونشاط منه ببيض المساعي
مثل إشراعه لسلِّ العوالي
أيها العاملون إنَّ اتحادًا
بينكم مُرخِصٌ لكم كلَّ غال
ما لعيش تشقَون فيه سقامًا
بسوى الاتحاد من إبلال
فليكن بعضكم لبعض نصيرًا
ومعينًا له على كل حال
وإذا قلت: إنكم أنتم النا
س جميعًا فلا أكون مغال
فاعملوا دائبين غير كسالى
وارقبوا ما به ستأتي الليالي
ثم قولوا معي مقالًا رفيع الصـ
ـوت: فلتَحْيَا زمرةُ العمَّالِ