حقيقتي السلبية
أُحبُّ صَراحتي قولًا وفعلًا
وأكره أن أميل إلى الرياءِ
فما خادعتُ من أحدٍ بأمر
ولا أضمرتُ حَسْوًا في ارتغاءِ
ولست من الذين يَرون خيرًا
بإبقاء الحقيقة في الخفاءِ
ولا ممَّن يرى الأديان قامتْ
بوحْيٍ مُنزلٍ للأنبياء
ولكنْ هنَّ وضعٌ وابتداعٌ
من العُقلاءِ أرباب الدهاء
ولست من الأُلى وَهمُوا وقالوا:
بأنَّ الروح تعرُج للسماء
لأن الأرض تسبحُ في فضاءٍ
وما تلك السماء سوى الفضاء
ولست من الذين يرون فخرًا
لمفتخر بإهراق الدماء
ولا ممن قد ارتبطوا بماضٍ
فعاشوا ينظرون إلى الوراء
ولا ممن يرى للناس حُكمًا
سِوى الحكام أرباب القضاء
ولا ممن تودَّد في حضورٍ
وعند الغيب جاهرَ بالعداء
ولا ممن يرى الأنسابَ مِمَّا
يَمُتُّ به الأنام إلى العَلاء
ولا ممَّن إذا وبئوا استعاذوا
بتمتمة الدعاء من الوبَاء
ولا من معشر صَلوا وصاموا
لِما وعدوه من حسن الجزاء
ولا ممَّنْ يرون اللَّه يجزي
على الصلوات بالحُور الوضاء
ولا ممن يرى الأشياء تفنى
بحيث تكون من عَدَمٍ هواء
ولكن هُنَّ في جمع وفَرْقٍ
تبدَّلُ منهما صُوَرُ البقاء
ولست من الذين يرَون فضلًا
كبيرًا للرجال على النساء
ولكن دالت الأيام حتى
تهاون هؤلاء بهؤلاءِ