حياة الورى
حياة الورى جِسرٌ مَديد وإنما
عليه الورى يمشون مشية عابر
وللموت كسرٌ ليس يمكن جَبره
بلفِّ ضِماد أو بشدِّ الجبائر
وقتل الردى قتْلٌ جُبارٌ فلم تكن
لِتدرك فيه ثأرَها نفسُ ثائِر١
فإن مَنايانا سهامٌ عوائر
وكيف اثِّئارٌ في السِّهام العَوائر؟!٢
أرى الناس طُرًّا في الردى غير أنهم
ثوَوا بين مقبورٍ هناك وقابر
وما الموت إلا هُوَّة أدلجَ الوَرى
إليها بمسودِّ الدجنَّةِ كافر٣
فهم أبدًا يسَّاقطون لقعرها
تساقط عُمْيٍ في عِماق الحفائر
أرَى كلَّ حي في الحياةِ ممثِّلًا
رواية رؤيا من كتاب المقادرِ
رواية رؤيا قد جرت في ديارنا
فجائعها حتى انتهت في المقابر
لقد قدم الموت الحياة أمامه
نذيرًا، ومن يُنذر فليس بغادر
فلا عَجبٌ أنَّا نرى كلَّ ساعة
أكفَّ المنايا داميات الأظافرِ
١
القتل الجبار: الذي لا دية معه.
٢
السهم العائر: الذي لا يُعْلَم مَنْ رماه.
٣
الإدلاج: السير في الدلجة، وهي الليل كله؛ أي وقت
السحر.