عفو بعد نفي
أنشدها في عمر صالح أحد أصدقائه في القدس، وذلك عند قدوم عمر من عكا بعد أن نفي إليها سياسة.
أحرزت يا عمرُ المفاخر كلَّها
فالبسْ من العلياء ما تختارُ
أما البلادُ فقد حَميتَ ذِمارها
لمَّا أضاع ذمارها الأشرار
ولقد رعيتَ عهودها فتُنوقلت
في الناس عن رعياتك الأخبار
فإذا جرى ذكر الحميَّة بعد ذا
أثنت عليك مواطنٌ وديار
ولئن نَفَوْك فإنَّ نفيك لم يكن
عارًا عَليْكَ وأين منك العار؟!
بل قد نفوك لأنْ أبَيْتَ هوانهم
والنفي من دار الهوان فخار
هاجت لمنفاكَ الحفائِظُ فاغتدت
كالبحر هاج بلجُّه تيارُ
شرفٌ لِعَكَّة أن رأت بك ماجِدًا
بعلاه تفخر حِمير ونِزار
فالقدس حاسدة عليك ربوعَها
والمسجد الأقصى عليك يغار
ولقد عفوا وهم الجُناة وإن عفا
عنك المسيء فعفوه استغفار
ندموا فسُمِّيت الندامة عندهم
عفوًا وذلك منهم استكبارُ
أهلًا بمقْدَمك الذي بسروره
سِيءَ اللئامُ وسُرَّتِ الأحرار