عند لعبة البيلارد
وفي الألعاب لم ترَ قط عيني
كمثل اللعب بالأُكَر الثلاثِ
تجول بمستطيل الشكل عالٍ
لطيف صُنعهُ حسنِ الأثاث
فبيضاوانِ تندفعانِ جريًا
إلى حمراءَ بادية اللَّهاث
ينال الضرب إحداها فتجري
لضرب الأخريين بلا لَباث١
فتنبعث الثلاث مُدحرجاتٍ
وقد حصل اصطدام بانبعاث
يُدحرجهنَّ أغْلِمة ظِراف
نسيتُ بهم مغازلة الإناث
بأيديهم عِصِيٌّ مُشرعاتٌ
مهيأة لضرب واحتثاث
فكان إذا انحنى للضرب منهم
غلام هاج شوقي وهو جاث
وربَّةَ ضربةٍ لمَّا تَثنَّى
ليضربَها تثنَّى بانخناث
وكانت توبة لي عن مُجونٍ
فعادت من هواه إلى انتكاث
فلستُ وقد تجدَّد لي غرامٌ
أبالي لوم ألْسِنَةٍ رِثاثِ
١
اللباث، بفتح اللام: اللبث والمكث.