إلى أمير الكمنجة
صاحِ قم بي إلى أمير الكمنجه
أصدق النابغين في الفن لهجه
قم بنا نستمع إلى نغماتٍ
تملأ الأنفس انتعاشًا وبهجه
ولحون كالصبح إن هي فاضت
تغرق الروح من سرور بلجه
ذاك سامي الشّوَّا الذي قد سما في
فلك الفن بالغًا منه أوجه
هو في فنه الرفيع إمامٌ
مُوضح للأنام منه المحجَّه١
كل من سار في طريق الأغاني
يَقتفي إثره ويَنهج نهجه
ما أمرَّ الأنامل الخمس بالأو
تار إلا ألقى على القوم رَجه
نغمة منه تجعل القوم كالبحـ
ـر يموجون موجة بعد موجه
ويميلون باتِّجاهٍ إليه
أينما مال ضاربًا أو توجه
بطل الفن هزَّ رمح ابتداعٍ
راكزًا فوق هضبة المجد زُجه٢
وبكأس الفخار أسقِيَ صِرفًا
من كمال تعوَّدَ الناسُ مزجه
فلتفاخر بلاد يعرُبَ فيه
سادة الفن في بلاد الفرنجه
يا أميرًا في الفن صار مليكًا
حامل الصولجان وهو الكمنجه
شهد الله أن كلَّ حياة
لم تزنها بدائع الفن سمجه
١
المحجة: جادة الطريق؛ أي وسطه.
٢
الزج: الحديدة التي في أسفل الرمح، وفي الكلام استعارة لا
تخفى.