إلى محمد الرضا
إني لأشكر من محمَّدٍ الرضا
شعرًا ذكرت به زمانًا قد مضى
شعرًا غدوتَ على «جرير» فاخرًا
فيه ورحت عن «الفرزدق» معرضا
قد دبَّجته يراعة لمحمد
أخذت تقيم من القريض مُقوضا
هي في التفنن ريشة لمصور
ولدى القِراع هي الحسام المنتضى
لو كان في كف «الرضيِّ» نظيرها
حسد الرضيَّ بها أخوه المرتضى
وكأنما يومُ الفخار هديرُها
صوتُ الرُّعود لها دويٌّ في الفضا
وكأنما يومُ الرثاء صَريرُها
صوت الحمام ينوح في وادي الغضا
أما ذكاء ابن الخطيب «محمد»
فشبيه برق لاح أو نجم أضا
وافت جواهره على يد «جوهر»
وبها رأيت مُذهَّبًا ومفضضا
يا أيها الرجل الذي بكتابه
للودِّ مني بالقريض تعرضا
إني لأشكر منك خلًّا فاضلًا
يُدني أحبته ويُقصي المبغضا
وقريحة ما زدت في استنباطها
إلا وزادت بالقريض تفيُّضا
ولقد نظرتَ إليَّ منك بنظرة
فيها الثناء وهكذا عين الرِّضا