رئيس الدائنية
الشيخ محمد أبو عبعوب الدائني
الدهرُ بيَّن في كتابِ شهادةٍ
بالنورِ فوق جبينهِ مكتوبِ
أنَّ السماحةَ والشجاعة والعُلا
جُمعت لعمري في أبي عبعوب
شهم تولع بالعطاء بنانه
مثلُ الرياح تولعت بهبوب
أسد نَمَتُهُ لآل قيس في العُلا
آباءُ مجدٍ ليس بالمكذوب
ورث المكارم عن أبيه ولم يزَل
يسمو بصارمِ عزمه المَرهوب
ما زال يُوقد كل يوم في الورى
نارَين: نارَ قِرًى ونار حروب
يهدِي جموعَ المُدلجين لِسيبه
في الليل ضوءُ لهيبها المَشبوب١
خُلقت من الحسَبِ الصميم أكفه
لعنان سابقة وكشف كروب
حَمِدت وقائِعه السيوفُ بكفه
والخيل كل مطهم يعبوب
إن شنَّ فوق ظهورهنَّ إغارة
ترك العدو بلوعة المَحروب٢
يَلقى الفوارسَ والسكينةُ دِرعه
ويخوض غمر الموت غير هيوب
فخرُ الكرام على المكارم والندَى
قامت دعائم بيته المضروب
للجودِ مغلوبًا تراه ولم يكن
للجيش في الغزوات بالمغلوب
يتفقَّد الأضياف ملءَ دياره
عند الصباح وعند كل غروب
كالعبد يخضع للضيوف وإنه
في القوم أكبر سيِّدٍ معصوب٣
عمَّ الأراملَ واليتامى سَيبه
فغدت تعيش بماله الموهوب
خُلِقَ الكريم ابن الكرام محمد
لسرور محزون وجبر قلوب
تالله لو كان الكرام بلاغة
كان الكريمَ المعجزَ الأسلوبِ
١
المدلج: السائر الليل كله أو آخره.
٢
المحروب: المصاب بالشدة.
٣
معصوب: متوج.