راقم وما أدراك ما راقم!
أقِمْ في الأرض صرحًا من ضياءِ
بحيث يمسُّ كرسي السماءِ
وبعد فجسِّمِ العرفانَ شخصًا
تردَّى المجد فضفاض الرداء
وفي يسراه ضَعْ لوح المعالي
وفي يمناه ضَع قلم الذكاء
وأجلسه على الكرسي يمحو
ويُثبت ما يشاء من العلاء
وقفْ وارفع إليه الطرفَ وانظر
فذلك راقمٌ رَب الدعاء
•••
ألا يا كعبة الفضلاء يا من
فضائله عظمن بلا انتهاء
أهِمُّ بأن أحيط بهنَّ وصفًا
ومن لي بالإحاطة بالفضاء
وأقدِمُ أن أتِمَّ عُلاك مدحًا
فيرجعني عُلاك إلى الوراء
وما وفَّى الثناءَ عليك مُثْنٍ
لأنَّك فوق توفية الثناء
وما اتَّقدت ذُكاءُ بما يداني
ذكاءك يا إمامَ الأذكياء١
ولو كانت أشعتها تحاكي
شعاعك ما انكسرن من الهواء
بفكرك دوحة العرفان تنمو
كذا الأدواح تنمو بالضياء
وأُقسِم لو تكون من الدراري
لكنت الشمس في كبد السماء
ولولا الصبح يطلع كل يوم
لقلت: الصبح أنت بلا مِراءِ
١
ذكاء الشمس.