الشيخ قاسم مدرس جامع النعمانية
على قاسمٍ شيخ الطريقة قد بَكت
جواهرُ فضْلٍ ما لها الدهرَ قاسمُ
بكاه التُّقى والعلم والحلم والنُّهى
وحسن السجَايا والعُلا والمكارم
فقدنا الذي قد كان في العلم عيْلمًا
فماجت لمَنعاه البحارُ العيالم١
لئن قد طواه الموت عنا فذكره
من العلم منشور على الدهر دائم
رُزئناه حَبرًا في الطريقة مرشدًا
به اتضحت للسالكين المعالم
عفت أرْبُع الإرشاد بعد ارتحاله
وكانت به منها تقام الدعائم
حليف التُّقى ما دنَّس الدهر ثوبه
بإثمٍ ولا مرت عليه المحارم
ترحَّل للأخرى وأبقى مناقبًا
تضيء من الدنيا بهن المواسم
يصوم نهار الصيف لله طائعًا
ويحيي الليالي وهو لله قائم
إذا ما بدا للقوم لاحت بوجهه
دلائل من نور الهدى وعلائم
ولما مضى للخلد قلت مؤرخًا:
«لقد بات في أعلى الفراديس قاسم»
١
العيلم: البحر، أو البحر الزاخر.