أقبلت في غلائل
سيوف لِحاظ أم قِسيِّ حواجبِ
تَريشُ إلى قلبي سهامَ المعاطبِ١
ورُبَّ كعابٍ أقبلت في غلائل
وقد لاح لي منها حُلِيُّ الترائب٢
لها جيدُ ظبي واعتدالُ وشيجة
وعين مَهاة وائتلاق الكواكب
ولا عيبَ فيها غيرَ أن أُولي الهوى
ينادونها في الحسن بنت العجائب
نَضتْ عن محياها النقاب عَشية
فأسفرَ صبح الحسن من كل جانبِ
ومذ نشَرتْ سودَ الذوائبِ أولجت
نهار مُحياها بليل الذوائب
تناسبَ فيها الحسن حتى رأيتها
تفوق الدُّمى في حسن ذاك التناسب
مُفتَّرةَ الأجفان تُدمي بلحظها
قلوبَ أسودٍ مدميات الكتائب
فلم أنسها والله يوم تعرَّضت
لنا بين هاتيك الظِباء السوارب
وما كنت أدري ما الصبابة قبلها
ولا همت يومًا في الحسان الكواعب
فأصبحت فيها ذا غرامٍ ولوعة
ووجْدٍ وتَهيام وهمٍّ مواظب
وما الصبر إلا غائبٌ غير حاضر
وما الشوق إلا حاضرٌ غير غائبِ
١
راش السهم: عمل له ريشًا.
٢
الترائب: وهي جمع تريبة؛ أعلى الصدر حيث يوجد العقد.