الدمع والنار
إلى كم تصبُّ الدمع عيني وتسكبُ
وحتامَ نار البين في القلب تُلهبُ؟!
أبيت ولي وجدٌ يُشبُّ ضِرامُه
ودمع له في عارضيَّ تصَبُّبُ
وهل لِمَشوقٍ خانه الصبر عنكمُ
سوى دمعه فهو الدواء المجرب
ألا إنَّ يومًا جَرَّد البيْنُ سيفه
عليَّ به يومٌ شديد عَصَبْصَبُ١
فيا ليتَ شعري هل أفوز برؤيتي
محيًّا له كل المحاسن تُنسب!
وعينيك لا أسلوكِ أو يصبح السها
وشمس الضحى في ضوئه تتحجَّب
فإني كما شاء الهوى بك مُغرمٌ
وأنت كما شاء الجمال محبب
أحِنُّ إلى رؤياكمُ كلَّما سرى
نسيمٌ وأبكي كلما لاح كوكب
وأذكركم للشمس عند طلوعها
ويعزبُ عني الصبر أيان تغرب
لقد بان صبري يوم بينِك إذ قضى
به صرف دهرٍ لم يزل يتقلب
تبصَّر خليلي في الزمان فهل ترى
صفا فيه من وقع الشوائب مشرب
ومَن نظر الدنيا وجرَّبَ أهلَها
رأى الغَدْرَ من أشداقها يتحلَّب
١
عصبصب: شديد.