البصرة
إياك والبصْرَةَ المُضنى توَطُّنها
فلا تَمُرَّنَّ فيها غير مظطعِنِ١
لا تعجبنَّك بالأشجار خُضرتها
حسنًا فما هي إلا خضرة الدِّمنِ
ما إن أقام صحيح في مساكِنها
إلا وسافر عنه صحة البدنِ
ماء زَعاقٌ وجوٌ قاتم وهوى
نَتن وشدةُ حرٍّ غير مُؤتمَن
انظر تجد كلَّ أهلِيها كأنهم
من السَّقام استحقوا الدَّرج في الكفن
صفر الوجوه قد امتصَّت دماءهم الـ
ـحمَّى وقد حرَمتهم لذة الوَسَن
•••
يَلقى النزيلَ بوجه قُدَّ من حجر
لولا العبوسةُ لم يُفرَق من الوثنِ
أفيك يا غمرُ يَلقى الشعر مأمله؟!
يا خيبة الشعر بل يا ضيعة اللسَن!
ما لي أراك على الكرسيِّ منتفخًا
إن كان فيك احتباس الريح فاحتقنِ؟
١
المظطعن: المسافر.