من خواطر الماضي
تعودتُ إنشادي القريضَ المهذَّبا
ونزَّهتُ نفسي فيه أن أتكذبا
ومن أجل حبِّي للحقيقة لم أكن
مع الزمن الغاوي إذا ما تقلبا
ومن أجل جهدي في استقامة منطقي
أبَيت لرأيي أن يكون مذبذبا
وسافرت في البلدان طَورًا مشرِّقًا
أرود العلا فيها وطورًا مغرِّبا
وصاحبت من عُربٍ وَعُجْمٍ أفاضلا
بهم كنت في شتى المواطن مُعْجبا
فلم أرَ في عرب وعجمٍ لقيتهم
ككردِ عليٍّ في الرجال مُهذَّبا
هو العالم الحبر الذي كنت مغرمًا
بآدابه منذ الشبيبةِ والصِّبا
فقد كان في مصرٍ صريرُ يراعهِ
يؤانسني بالممتع الغضِّ مُطربا
وكم كنت في الآداب والعلم كاشفًا
بمقتبس من نوره ما تحجبا
إلى أن أنار الشام بالعلم عندما
لمجمعها أمسى الرئيس المرتبا
إذا معجَمات العلم عيَّت فلا نرى
سواك إليها يا محمد مُعربا