في مدرسة الإمام الأعظم
مما كتب إلى العلامة الشيخ سعيد النقشبندي مهنئًا له بتعيينه مدرسًا في مدرسة الإمام الأعظم أبو حنيفة:
قد ازدهى للعم تدريسُ
وزال عن طلَّابه البوسُ
واتَّضحت معالم العلم لا
يوجد رسم منه مدروس
بعالم الآفاق من ربعه
له على كيوان تأسيس
سعيد الذي له السعد قد
طأطأ رأسًا وهو مرموس
العالم العيلم من لم تزل
تُحدى إليه النجب العيس
يولج أهل الفضل في قصده
ويعقب الإدلاج تغليس
ويطرد الجهل به مثلما
يطرد بسم الله إبليس
فلا تسل عَدَّ معاليه إذ
تضايقت عنها القراطيس
وقل لمن حاول تعدادها:
عقلك في جهلك مطموس
يحصي الحصا عدًّا ولكنها
لها عن الإحصاء تقديس
القذم الغطريف لا شك في
رؤيته للكرب تنفيس١
يبسم إن جئت ولكنه
ذو هيبة تحذرها الشوس
وليس للقانص علمًا سوى
محفله الحافل ناموس
كم أذعن الخصم له طائعًا
وانقاد للإيمان قسيس
كم واصل في العلم قال له:
أنت رئيس وهو مرءوس
وليس للبرهان في حاجة
إن ضياء الشمس محسوس
أنت سليمان العلا والنهى
آصف والآداب بلقيس
أنت لا غيرك في خطة الـ
ـعلم لداء الجهل نقريس
ونور أقمار سماء العلا
من شمس عرفانك معكوس
وإن يكن للفظ درًّا فلا
نَعجبُ إذ صدرك قاموس
لو لم يكن مدحك في الشعر لا
يزدان تشطير وتخميس
ومذ حوى مدحك شعري له
بالعقد ذي الترصيع تجنيس
قلت وفي روضة إنشاده
روح التهاني لك مغروس
أرِّخ ودام لسعيد لدى
إمامنا النعمان تدريس
١
القذم: السيد المعطاء الكريم.