شكر ومديح
وكتب إلى حسين فوزي النائب بعد تناوله الكتاب الذي استعاره منه:
أهدي إليك يا عظيم الجنابْ
تشكُّرًا لفضلك المستطابْ
فيا حسين صحَّ عند الورى
أنك غيث نائل ذو انسكاب
قد جمع الله جميع الندى
فيك بحال عنفوان الشباب
فأنت في أفق سماء العلا
شمس علا ما حجبت في ضباب
وإنني أشكر طول المدى
شكرًا لإرسالك ذاك الكتاب
جردتني عن ثوب فقري له
كما تسلُّ مرهفًا في قراب
ناب أبوك عن علوم الهدى
وأنت نُبْتَ عن هموم السحاب
علَّامة العصر جميع الورى
قد هديت بعلمه للصواب
فكم وكم معضلة أعجزتْ
أماط بالفطنة عنها الحجاب
وكم جلا غامض علم لنا
بفكره الثاقب مثل الشهاب
قد بهر الناس بعرفانه
حيث أتاهم بالعجيب العجاب
وفاق في الآراء أهل النهى
وأوتيَ الحكم وفصل الخطاب
لم يقطع الأمر لنا حاكمًا
برأيه الصائب إلا أصاب
فهو لعمر الله في قطعه
كالصارم المشحوذ منه الذباب
فكيف لا أمدحك اليوم إذ
إنك فرع أصل ذاك المهاب
وأنتمُ أمجاد هذا الورى
وقد زكى العنصر منكم وطاب
وأنتم الرأس وما غيركم
من شرف المحتد إلا الذناب
ومنكم الفضل وأنتم له
وما سواكم فيه إلا سراب
والله ذو الفضل من المجد قد
ألبسكم في الناس أبهى نقاب
فأشهد الله وكل الورى
أني إلى أحسابكم ذو انتساب