إلى أمين نخلة
حُقَّ للدمع أن يكون نشيدا
في رثائي أبا أمينِ رَشيدا
ألمَعيٌّ تبوَّع المجدَ حتى
حاز منه قريبَه والبعيدا
وتعالى إلى أعاليه حتى
نال منه قديمه والجديدا
أنجبته أصولُ «نخلة» حتى
أطلعته للمجد طَلعًا نضيدا
فنما في بواسقِ المجد فردًا
مستظلًّا منهن ظلًّا مَديدا
•••
كان شهمًا، إن جئته في المُلما
ت وقيذًا، أويْتَ ركنًا شديدا١
وشجاعًا إن جئته يوم هيْجٍ
تلقَ في الهيج بُهمة صنديدا٢
وكريمًا زكت سجاياه حتى
كان بدْعا في المكرُمات فريدا
وفصيحًا إن أنشد القوم شعرًا
كان في الشعر مفلِقًا ومجيدا٣
كان أطروفة الزمان ظريفًا
فكِهًا مازحًا رفيقًا سديدا
رقة فاقت النسيم إلى شد
ةِ بأسٍ تُفتت الجُلمودا
إن شدا بالقريض لم تبصر الأد
مع إلا مستحسًّا مستفيدا
ساد في الناس يافعًا ثم كهلًا
ثم شيخًا في التجربات عميدا
جُبلت نفسه من المجد حتى
لم نجده إلا لخيرٍ مريدا
بلغ المنتهى من المجد حتى
ليس في المستطاع أن يستزيدا
يا سليل الفقيد أعظِمْ بمجد
قد رُزئناه في أبيك مَجيدا
أنا شاطرتك الأسى بدموع
كنَّ للحزن في الفؤاد وقودا
وتأملتُ منك حرًّا كريمًا
خَلفًا للفقيد ضاهى الفقيدا٤
عازمًا في الفعال أن يتسامى
قادرًا باجتهاده أن يسودا
فلهذا أقول قول مُعَزٍّ
لك يرجو عمرًا طويلًا سعيدا
يا أمين الرشيد أودعك الوا
لد مجدًا في الماجدين تليدا
كيف لا نرتجي وأنت أمين
أن تعيد المجدَ القديم جديدا؟!
إن يكن مُبدئين آباؤك الغُرُّ
فكن أنت يا أمين مُعيدا
١
الوقيذ: الشديد المرض، المشرف على الموت.
٢
الهيج: الحرب. والبهمة: الشجاع.
٣
الشاعر المفلق: المبدع.
٤
ضاهى: شاكل وماثل.