إلى الدكتور زكي مبارك
إذا أطرى الأنام فتى أديبًا
فَلِابْن مباركٍ أدب غزيرُ
وعلم لا أشبهه ببحر
فقد نضبت بجانبه البحور
لقيت به أخا أدبٍ وعلم
له شبه وليس له نظير
زكا نفسًا فقيل له: زكيٌّ
وبورك فالمبارك منه خِير
يمجُّ يراعه في الطرس ليلًا
يشق دجاهُ صبحٌ مستنير
أقام «بنثرهِ الفنيِّ» جسرًا
لمن في الفن أعجزه العبور
جلا بذكائه سدف المعاني
كأن ذكاءه للفهم نور
وخاض عباب بحرٍ من بيانٍ
تحوم عليه من بدع نسور
إذا قرع المنابرَ يوم حفل
رأيت الناس من فرح تمور
أصاخوا نحوه وقد اشرأبوا
أكفهمُ تصفق أو تشير
إذا افتخرت به مصرٌ وتاهت
فكل بني العراق به فخور