إلى الشيخ قاسم القيسي
إذا قاسم القيسيُّ مَرَّ بخاطري
تذكرت عهدًا في الصبا مَرَّ كالحلْمِ
تذكرته إذ كنت للعلم طالبًا
بفكري ودمعي جاهد النفس والجسم
فقد كنت أحيانًا أزور فِناءه
وأنتابه للرشف من منهل العلم
وكم زرته في جامع الفضل راجيًا
شفاء لما في مدنف الفهم من سقم
إذا زرته يومًا نثلت كنانتي
فثقف منها كلَّ ما اعوج من سهم
وعدت صحيح الفهم منه قد انجلت
بلقياه عني غمة الغرم والغنم
هو العالم الحبر الذي من يلُذْ به
يكن فائزًا بالعلم والأدب الجم
بما شاء في التوضيح من واقد الذكا
وما شاء في التقرير من صادق الحكم
بقية أعلام مضوا وكفى به
من العلم طودًا فوق أطواده الشم
له نظر في غامض العلم شامل
ورأيٌ سديد لا يحوم على الوهم
إذا ما نحا في العلم قتلَ عويصةٍ
رماها بسهمٍ من فطانته مصمي
نماه أبوه الشيخ أحمد للعلا
فبورك في الآباء من والد شهم
فقد كان فردًا كابنه في ذكائه
فجاء ابنه قرمًا تولد من قرم
وكان بتقسيم المواريث عالمًا
ينيف بها رأيًا على ثاقب النجم
فيا رمسه اهنأ بالذي أنتَ رامسٌ
سقاك السحاب الجون بالوابل السُّجْمِ