إلى السلطنة
هم يعَدُّون بالمئات ذكورًا
وإناثًا لهم قصور مُشاله
ولهم أعبدٌ بها وإماء
ونعيم ورفعة وجلاله
تركوا السعي والتكسب في الدنـ
ـيا وعاشوا على الرعية عاله
يتجلى النعيم فيهم فتبكي
أعين السعي من نعيم البطاله
يأكلون اللُّباتَ من كدِّ قومٍ
أعوزتهم سَخينة من نخاله١
فكأنَّ الأنام يشقون كدًّا
كي تنال النعيمَ تلك السُّلاله
وكأن الإله قد خلق النا
س لمَحْيا آل السلاطين آله
نعِموا في غضارة الملك عيشًا
وحملنا من دونهم أثقاله
فإذا صاولَ العدوُّ خرجنا
دونهم للوَغى نردُّ صياله
وإذا هم جرُّوا الجرائرَ يومًا
فعلينا تكون فيها الحماله٢
وإذا ما استهلَّ فيهم وليد
فعلينا رَضاعُه والكفاله
قد رضينا بذاك لولا عتوٌّ
أظهروه لنا على كل حاله
ما بهم ما يميزهم عن بني السو
قة إلا رسوخهم في الجهاله
هم من الناس حيث لو غُربِل النا
س لكانوا نفايةً وحثاله
ومن الجهل حيث لو صوِّر الجهـ
ـل لكانوا بين الورى تمثاله
حملونا من عيشهم كل عبءٍ
ثم زادوا أصهارَهم والكلاله٣
فكفينا أصهارَهم مؤنة العيـ
ـش فكانوا ضغثًا على إبَّاله٤
تلك والله حالة يقشعرُّ
الحقُّ منها وتشمئز العداله
هي منهم دناءة وشَنارٌ
وهي منا حماقة وضلاله
ليس هذا في مذهب الإشتراكيـ
ـة إلا من الأمور المُحاله
وهو في الملة الحنيفية البيـ
ـضاء كفرٌ بربِّنا ذي الجلاله
١
سخينة: طعام أو حساء يتخذ من دقيق وتمر، ويؤكل أيام الجهد.
والنخالة: ما يبقى في المنخل بعد الدقيق من قشر الحب.
٢
الحمالة: ما يتحمله المحاربون من ديات القتلى.
٣
الكلالة: ذو القرابة غير الوالد والأولاد؛ يريد من ليسوا
شديدي القرابة.
٤
الضغث: ما يملأ الكف من قضبان أو حشيش أو شماريخ. والإبالة:
الكومة الكبيرة منه.