إلى بطل الشرق الأكبر
قالها عقب انتصار الغازي مصطفى كمال على اليونان سنة ١٩٢٣.
سميَّ المصطفى لا زلت تعلو
إلى أوجٍ يطاول كلَّ أوجِ
فدُر كالشمس في فلك المعالي
وحُلَّ من الكمال بكل بُرج
نُصرتَ على بني يونان نصرًا
أقام الغربَ في هرج ومرج
وأطلع في سماء الشرق شمسًا
تفيض عليه أنوار الترَجِّي
فسَرَّ المخلصين وكل حرٍّ
وساء الخائنين وكل سمج
وما اليونان كفؤك في نزال
وإن مَلئوا السهولَ وكلَّ فج
ولكن قد غلبتَ جيوش قوم
أذلوا بالبوارج كل لج
تركت جيوشهم من فرط رعب
تَعاهد للهزيمة كل نهج
إذا ذكروا سُماك ولو منامًا
تحاموا ذكره بسوى التهجي١
لئلا يسمعوه فيعتريهم
ضنى دائين من شللٍ وفلج
هم اليونان ألأمُ كلِّ قوم
وأخوف في الوغى من فرخ قبْج٢
أرقُّ شجيةً منهم وأرقى
حمير الوحش سارحة بمرج
فلا تغررْك أوجههم بياضًا
فإنَّ طباعهم كطباع زَنج
وجوهٌ قد حكين الثلج لونًا
ولكن فاتهنَّ نقاء ثلج
فيا أمضى الورى رأيًا وسيفًا
وأعرَفهم بمصعَد كل أوج
لقد أنقذت من أزمير خودًا
تسام الخسفَ في يد كل علج
وقمت على البلاد مقام عيسى
على مَرضاه من عُمْي وعُرْج
فعالجت الفتوق بحسن رَتْقٍ
ولاءَمت الخروقَ بحسن نسج
ورحت إلى التجدُّد في المعالي
تقود الناهضين بها وتزجي
وتخطب في الجموع بيوم حفل
كما خطب النبي بيوم حج
وتأتيك الوفود من الأقاصي
لتسمع قول مِدْرَهِها المثج٣
فقودك للعقول بيوم سَلم
كقودك للجيوش بيوم هَيج٤
لقد جددت للأوطان عهدًا
تجاري فيه أوطان الفرنج
لتبتدرَ الشعوبُ إلى المعالي
وتبلغ ما تريد وما ترجِّي
وتنهج مَنهج العمران فيما
بها للناس من دخل وخرج
وأنت اليوم حارسها المفدَّى
تحوط أمورها من كل هرْج
وتبتدر المُلمَّ إذا عراها
فتَعْرَوري الجوادَ بغير سرج٥
إذا ذكر الهبوط فأنت مُعْلٍ
وإن خيف الحبوط فأنت مُنْج
وتشرب أنت كأس المجد صرفًا
ويشربُها سَواؤك ذات مَزْجِ
١
سماك بضم السين: اسمك.
٢
القبج: نوع من الطير يسمى الحجل والكروان.
٣
مدره أقوم: المحامي عن أحسابهم. المثج: الفصيح الغزير
المادة.
٤
الهيج: الحرب.
٥
تعروري الجواد: تركبه عريانا من غير سرج ولا أداة.