الفيل والحمل
أنشدها يخاطب بها الزعيم الهندي محمد علي، وقد كان مدعوًّا معه في مأدبة أقامها له الأستاذ الثعالبي عند مروره ببغداد سنة ١٩٢٩.
إليكَ زعيم الهند أورد ها هنا
سؤالًا له أرجو الجواب تفضلا
فنحن هنا في مجلس ذي أمانةٍ
فلم يخشَ فيه الحُرُّ أن يَتقوَّلا
إذا ما سمعت الهند في قول قائل
تخيَّلت فيلًا بالحديد مُكبلا
تزجِّيه كف الأجنبيِّ مُسخَّرًا
فيمضي بأعباء الأجانب مثقلا
ويبرك أحيانًا على الأرض رازحًا
له أنَّة من ثِقل ما قد تحملا
ويُنخَس أحيانًا فتعلوه رَجفة
فيمضي على رغم القيود مهرولا
وإني أظن الفيلَ صاحبَ قوةٍ
تكون له، لو شاء من ذاك موئلا
فلو قام هذا الفيل واستجمع القوى
لهزَّ بها شم الجبال وقلقلا
ولو لم تكن بالفيل عندي علاقة
لما رمتُ عن هذا جوابًا مفصلا
لنا حَمَلٌ وهو العراق نظنَّه
غدا من وراء الفيل للذئب مأكلا
فإن يَنْجُ هذا الفيل من قيد أسره
نجونا وإلا أصبح الأمر معضلا
فإن لم يكن هذا صحيحًا فما الذي
ترون سوى هذا عليه المعوَّلا؟
ومن بعد هذا يا محمد إنني
أحييك باسم الناهضين إلى العلا