ياسين باشا
قالها بلسان أحد المتظاهرين، وكان إذ ذاك في دمشق، لما دبرت حكومة الشام العربية بواسطة رجال الإنكليز مكيدتها المعلومة لياسين باشا الهاشمي فأخذوه واعتقلوه في الرملة، وكان ذلك قبل دخول الفرنسيين بلاد الشام.
ياسينُ إِنك بالقلوب مَشيَّعُ
أفأنت للوطن العزيز مودِّعُ؟!
أخذوك يا بطلَ المعامع غِيلةً
بيدِ الخداع ومثلهم من يَخدع
ولوَ انَّهم تركوا الخداع وحاولوا
لقياك أعجزهم إليك المطلع
أوَليس يَدري آخذوك بأنهم
هاجوا بمأخذك الخطوب وزعزعوا؟!
أينَ الذمام ونحن من حُلفائهم؟!
سَرعان ما نَقضوا العهود وضيَّعوا!
أفيجهلون بأننا من أمَّة
في المجد تأمر من تشاء فيسمع؟!
لا تجزعنَّ فإنَّ خلفك أمة
تمشي كمشيك للعَلاء وتتبع
إن أخرجوك من المواطن مُكرَهًا
فالشعب خلفك هائج لا يهجَع
أو غيَّبوك فإنَّ أمرك حاضرٌ
أو ثبَّطوك فإن جيشك مُسرع
فلنملأنَّ بك البلادَ هَزَاهِزًا
حتى يضيق بها الفضاء الأوسع١
ولننهضنَّ إلى الهياج بهمة
شمَّاءَ يبصرها الجبان فيشجُعُ
ولنسعرَنَّ مَعامِعًا يَصْلونها
ورءوسهم فيها لسيفكَ رُكَّع
ولنرمينَّهمُ بمعضلةٍ إذا
تُرمَى الجبال بمثلها تَتَصدَّع
ونقودها خرساءَ يُنطقها الردى
فيصِلُّ صمصامٌ ويصرخ مِدفع
يا راحلًا عنا بكيد عدوِّنا
أبشرْ فإنك عن قريبٍ ترجع
١
الهزاهز: الفتن والثورات التي تهز الناس وتقلقهم.