في طريقي إلى حلب
جئت إلى الدير ضُحى يوم الأحدْ
أقصد منه حَلبًا فيمن قصدْ
فاعترضتني شرطةٌ ذات رَصدْ
تطلب تصديق جوازي في الصدد١
فعاقني ذاك من اليوم لغد
كأنني والغيظ في قلبي اتقد
سفينة أمسكها ماءٌ جَمَدْ
حتى لقد يئستُ من فتح السَّدد
وقلت من يأسي وقد قلَّ الجَلد:
كأنَّ من يمر من هذا البلد
يمرُّ زحفًا بين أشداق الأسد
لولا كرام أدركوني بالمدد
لكنت أبقى زمنًا من غير حد
يا صاحب الشرطة ما هذا اللدد؟٢
لم أدرِ جِدٌّ فعلكمْ أم هو دَدْ
فإن أجنادك جاءوا بالفَنَدْ٣
إذ فيَّ عاثوا عيثَ ذئبٍ في نَقدْ
تعاورَتني مِنهمُ يدٌ فيدْ٤
أقاد كالقاتل قِيدَ للقود
حتى ثيابي فتشوها والجسدْ٥
كأنني سارق مالٍ مُفتقدْ
ما أنا ممن جرَّ جرْمًا فشردْ
ولست ممن سِيمَ حقًّا فجَحدْ
كلا ولست جانيًا على أحَدْ
لكنَّما الأمرُ لديهم قد فسدْ
والحكم قد جارَ عليهم واستبدْ
فالقوم أما حظهم فقد رقدْ
عنهم، وأما سَعدهم فقد خمَدْ
منهم، وأما نحسهم فقد وقدْ
وقد أضاعوا مجدهم إلى الأبدْ
وقدْ وقدْ، وقد وقدْ، وقدْ وقدْ
١
الصدد: الطريق.
٢
اللدد: شدة الخصومة والجدال.
٣
الدد: اللعب واللهو. والفند: ما يلامون عليه.
٤
النقد: ضرب من صغار الغنم، كالمعز.
٥
القود: القصاص.