بين الانتداب والاستقلال
سلِ الإنكليزيِّ الذي لم يزل له
بدَسْتِ وزير الداخلية مقعدُ
أأنت وزير أم عميدُ وِزارةٍ
نراك إليها كل يوم ترَدَّد؟!
فها أنت مُلقاة إليك أمورُنا
تحُلُّ لنا ما شئت منها وتعقِد
وتأخذ منا راتبًا كموظف
وهذا لعمر الله أنكى وأنكد
أنحمل منك اليوم عبء تحكُّم
وندفع فيه الأجرَ منا ونَنقُد؟!
وما شأن ذَيَّاك السفير الذي له
على الجانب الغربي قصر مشيَّد
وكانت لكم من قبل فينا استثارة
فزالت ولكن دام منكم ترَصُّد
تبدَّلتم استقلالنا بانتدابكم
ولكن على وجه لنا هو مُعبِد
خلقتم لنا من كل عهد مموَّه
قيودًا بها استقلالنا يتقيد
إلى أن غدا استقلالنا ضحكة الورى
به ساخرٌ كل امرئ ومندِّد
وصار كسيف قاطع في أكفِّكم
يجرد للإرهاب طورًا ويُغمَد
غررتم به الأغرار والله شاهد
على أنه في الحكم لفظ مجرد
وهل يستقل الشعب في حكم نفسه
إذا لم يكن في حكمه يتفرد؟!
فما هو إلا المَين منكم أعانكم
عليه رجالٌ خائنون وأيَّدوا
وما سكت الأحرار عن مخزياتكم
فكم أبرقوا غيظًا عليكم وأرعدوا
ولا تعجبوا أن يمْقت الشعبُ دأبكم
فيظهر وهو الساخط المتمرد
رويدًا فإن رمتم من الشعب وُدَّه
فخلوا له الأمر الذي يتقلد
وكونوا له عونًا على ما يهِمُّه
يكن لكمُ عونًا على ما يعدِّد
وإلا فأنتم ظالمون وإنما
أخو الظلم مأخوذ بما يتعمد