الشيطان والطليان
قالها لمناسبة دخول إيطاليا في الحرب العامة.
رأيت إبليسَ عدوَّ البشرْ
يخطب في جمعٍ له قد حضرْ
قد لبسَ الوشيَ على قبحه
وخضَّب الشيب وقصَّ الشعَر
وهو يهنِّي حزبه قائلًا:
يا مَن عصى الله ومن قد كفر
اليومَ قد طابت لنا لعنة
جاءت من الله بحكم القدَر
واليومَ قد هان الخلود الذي
قدَّره الله لنا في سَقر
إذ أمَّة الطليان قد أصبحت
أكبر مَن خان ومن قد غدَر
زلَّت إلى العار بها زلة
شنعاءُ لا تمحى ولا تغتفر
فهي التي هان بكفرانها
كفران من زاغ وأبدى البطر
لو أُلقي الصخر بمخزاتها
لانفتَّ من فرط الحيا وانفطر
ولو أصاب البحرَ من عارها
لغار منه ماؤه وانحسر
•••
نحن الشياطين على أننا
جئنا من اللؤم بإحدى الكبر
صِرنا إلى جنب بني رومةٍ
ننفر من نَافرَنا وافتخر
فلا نبالي اليوم من لامنا
في رفضنا آدم أو من عَذر
إذ في بني رُومة عذر لنا
يستسلم السمع له والبصر
فهم على الله لنا حُجة
في أننا أفضل هذا البشر
وأن يومًا نقضوا عهدهم
فيه ليومٌ خِزيهُ مبتكر
فلنتخذه خيرَ عِيدٍ لنا
نذكر فيه فوزنا والظفر
ولْنجعلَنْه يومَ أفراحنا
نجني به الأنس ونقضي الوطر
•••
ثم انثنى الشيخ أبو مُرة
يرقص فيما بين تلك الزمر
حتى إذا أكمل أشواطه
رنا إليهم وأحدَّ النظر
ثم دعا من بينهم واحدًا
مُشوَّهَ الوجه كثيرَ القذَر
وقال: يا خنزَب بادر إلى
رُومة وادخلها قبيلَ السحر
واذهب إلى «عمَّانويلَ» الذي
دب البِلى في مجده فاندثر
وقل له: إنَّ أبا مُرَّةٍ
أخاك يدعوك إلى المستقر
فإِن يقل أين؟ فقل: إنه
في دَرْكةٍ سافلةٍ من سَقر
مقعد خزي كتبوا حوله
بأحرفِ النيران: أين المفرْ؟