اللوح العاشر
العمود الأول١
-
(١) سيدورى، ساقية الحان التي تسكن بعيدًا عن ساحل البحر،٢
-
***
-
(٣) صنعوا لها جرة، صنعوا لها دورقًا ذهبيًّا،٣
-
(٤) اتشحت بخمار …٤
-
(٥) (رأت) جلجاميش قادمًا (وجسده) مغطًّى بالأوساخ،
-
(٦) وعليه لباس من جلد الحيوان …
-
(٧) (وفي طينته٥ بعض) من لحم الآلهة،
-
(٨) والهم تمكَّن من قلبه،
-
(٩) وأشبه وجهه وجه مسافر جاب الطريق النائية.
-
(١٠) تطلعت ساقية الحان إلى (الأفق) البعيد،
-
(١١) وأخذت تناجي قلبها
-
(١٢) بهذه الكلمات:٦
-
(١٣) «ربما كان هذا (الشخص القادم)،
-
(١٤) المتجه إلى مكانٍ غير معلوم …»
-
(١٥) عندما رأته ساقية الحان أوصدت الباب،
-
(١٦) أوصدت بابها، وأحكمت إغلاقه بالمزلاج،٧
-
(١٧) غير أن جلجاميش تنبه إلى الصوت،٨
-
(١٨) فرفع ذقنه ووجَّه بصره إليها،
-
(١٩) وقال لها جلجاميش، قال لساقية الحان:
-
(٢٠) «يا ساقية الحان، ماذا رأيت (مني) حتى توصدي بابك،
-
(٢١) حتى توصديه وتغلقيه بالمزلاج؟
-
(٢٢) سأحطم الأبواب وأكسر المزلاج!»٩
[تضيف الترجمة الألمانية هنا خمسة عشر سطرًا من أحد ألواح الأصل البابلي القديم، وهي سطور تراها ملائمة لهذا الموضع ولم توجد في النسخة الآشورية الحديثة المعتمدة بوجه عام، ولا كان من الممكن أن توجد فيها …]
-
(٢) «يلبس جلود الحيوان، ويأكل اللحم النيئ،١٠
-
(٣) وفي الآبار، يا جلجاميش، التي لم يسبق وجودها أبدًا،
-
(٤) ستُحرِّك ريحي، إن شئت، الماء!»١١
-
(٥) تكدر شمش وذهب (بنفسه) إليه،
-
(٦) قال لجلجاميش:
-
(٧) «إلى أين تمضي يا جلجاميش؟
-
(٨) إن الحياة التي تبحث عنها لن تجدها!»
-
(٩) قال له جلجاميش، قال لشمش البطل:
-
(١٠) «أبَعْدَ السيْرِ والجَرْي في البراري،
-
(١١) تتبقى (لي) الراحة على الأرض؟
-
(١٢) ومع ذلك فقد نمت طوال كل السنين.
-
(١٣) أَلَا ليت عيني ترى الشمس، ليتني أشبع من النور!
-
(١٤) وعندما يبتعد الظلام، فكم يبقى (من) الضياع؟
-
(١٥) ومتى استطاع ميت أن يرى بريق الشمس (الساطع)؟»
[تبدأ هنا فجوة صغيرة، ويحتمل أن تكون سيدورى قد سألت جلجاميش عن أعماله …]
بقية العمود الأول١٢
-
(٣٤) قال لها جلجاميش، قال لساقية الحان:
-
(٣٥) «أنا (الذي) أمسكت بالثور الذي نزل من السماء وأجهزت عليه،
-
(٣٦) أنا الذي صرعت حارس الغابة،
-
(٣٧) وقتلت خمبابا الذي يسكن غابة الأرز،
-
(٣٨) كما قتلت الأسود في مسالك الجبال.»
-
(٣٩) قالت له ساقية الحان، قالت لجلجاميش:
-
(٤٠) «إن كنت أنت جلجاميش الذي قضى على الحارس،
-
(٤١) وصرع خمبابا الذي يسكن غابة الأرز،
-
(٤٢) وقتل الأسود في ممرات الجبال،
-
(٤٣) وأمسك بالثور الذي نزل من السماء وأجهز عليه؛
-
(٤٤) فلماذا ضَمرَت وجنتاك، وتغضن محيَّاك؟١٣
-
(٤٥) (لماذا) اكتأب فؤادك وذبلت ملامحك،
-
(٤٦) وتمكَّن الهم من نفسك،
-
(٤٧) وأشبه وجهك وجه مسافر جاب الطرق البعيدة،
-
(٤٨) ولفحت محياك الرطوبة ووهج الشمس؟
-
(٤٩) … (ولماذا) تهيم (على وجهك) في البرية؟»
-
(٥٠) قال لها جلجاميش، قال لساقية الحان:
-
(٥١) «إن صديقي، الذي أحببته حبًّا جمًّا،١٤
العمود الثاني١٥
-
(١) والذي قهر معي جميع المصاعب (والمشاق)،١٦
-
(٢) أنكيدو الذي أحببته حبًّا جمًّا،
-
(٣) ولازمني في اجتياز جميع الصعاب،
-
(٤) قد أدركه مصير البشر.
-
(٥) بكيت عليه ليل نهار،
-
(٦) لم أسمح بدفنه (في التراب)،
-
(٧) لعل صديقي أن يبعثه نحيبي (ونواحي)،
-
(٨) سبعة أيامٍ وليالٍ سبع،
-
(٩) حتى وقع الدود على وجهه.١٧
-
(١٠) منذ مضى، لم أجد الحياة؛١٨
-
(١١) هِمْتُ على وجهي في البرية مثل قاطع الطريق.
-
(١٢) والآن يا ساقية الحان، وقد رأيت محياك،
-
(١٣) أتمنى ألَّا أرى الموت الذي (أخافه) وأخشاه.»
-
(١٤) قالت له ساقية الحان، قالت لجلجاميش:
العمود الثالث١٩
-
(١) «إلى أين تمضي يا جلجاميش؟
-
(٢) إن الحياة التي تبحث عنها لن تجدها!
-
(٣) فعندما خلقت الآلهة البشر،
-
(٤) قسمت للبشر الموت،
-
(٥) واستأثرت في أيديها بالحياة.
-
(٦) (أما) أنت يا جلجاميش فاملأ بطنك،
-
(٧) متِّعْ نفسك ليل نهار،
-
(٨) واجعل أيامك أعيادًا.
-
(٩) ارقص والعب ليل نهار،
-
(١٠) نظِّفْ ثيابك، واغسل رأسك،
واستحم بالماء.
-
(١٢) احن على الصغير الذي يمسك بيدك،٢٠
-
(١٣) ودع الزوجة تفرح في أحضانك.
-
(١٤) هذا هو حظ البشر (على الأرض؟).»
[فجوة صغيرة.]
العمود الثاني٢١
-
(١٥) قال لها جلجاميش، قال لساقية الحان:
-
(١٦) «والآن أيتها الساقية، أين الطريق إلى «أوتنابشتيم»؟
-
(١٧) ما هي علامته؟ دليني، دليني على علامته!٢٢
-
(١٨) لأعبرن البحر (إليه) لو استطعت،
-
(١٩) فإذا أعجزني ذلك هِمْت (على وجهي) في البرية!»
-
(٢٠) قالت له الساقية، قالت لجلجاميش:
-
(٢١) «لم يوجد (أبدًا) هذا المعبر يا جلجاميش،٢٣
-
(٢٢) وما من أحد أمكنه — منذ القِدَم — عبور البحر.
-
(٢٣) إن شمش البطل هو وحده الذي يعبر البحر،
ومن يعبره غيره؟
-
(٢٤) شاقٌّ هو هذا المعبر، والدرب إليه مُضْنٍ،
-
(٢٥) بينهما تمتد مياه الموت، (مياه الموت) عصية!
-
(٢٦) ربما أمكنك — يا جلجاميش — أن تعبر البحر من أي مكان،
-
(٢٧) لكن ماذا تفعل إن أمكنك بلوغ مياه الموت؟
-
(٢٨) جلجاميش، ها هو ذا «أورشنابي»، ملاح (سفينة) «أوتنابشتيم»،
-
(٢٩) ولديه الصور الحجرية،٢٤ وهو هناك في الغابة يجمع الأرز.
-
(٣٠) (امض إليه) عساك تراه.٢٥
-
(٣١) إذا استطعت، فاعبر معه (البحر)،
وإذا لم تستطع، فارجع أدراجك!»
-
(٣٢) لم يكد جلجاميش يسمع هذا،
-
(٣٣) حتى حمل الفأس في يده،
-
(٣٤) واستل السيف من حزامه،٢٦وتسلل (إلى داخل الغابة)، ونزل إليها،٢٧
-
(٣٥) وانقضَّ عليها كالسهم،
[فجوة صغيرة.]
العمود الرابع٢٨
-
(١) وفي ثورة غضبه حطمها (تحطيمًا).٢٩
-
(٢) ثم رجع لكي يلتقي به،
-
(٣) ونظر «أورشنابي» في عينيه.
-
(٤) قال له «أورشنابي»، قال «لجلجاميش»:
-
(٥) «قل لي ما اسمك؟ كلمني!
-
(٦) (أما) أنا (فاسمي) «أورشنابي».»
(تابع) «أوتنابشتيم».
-
(٧) قال له «جلجاميش»، قال «لأورشنابي»:
-
(٨) «اسمي «جلجاميش»،
-
(٩) أنا الذي جئت من أوروك، من بيت «آنو»،
-
(١٠) وأنا الذي جُبْت الجبال (والمرتفعات)،
-
(١١) (وقطعت) الطريق النائي، طريق شمش.
-
(١٢) والآن وقد رأيت وجهك يا «أورشنابي»،
-
(١٣) دلني على أوتنابشتيم البعيد!»
-
(١٤) قال له «أورشنابي»، قال لجلجاميش:٣٠
العمود الثالث٣١
-
(٢) «لماذا ضمرت وجنتاك، وتغضَّن محياك؟
-
(٣) (ولماذا) اكتأب قلبك، وذبلت ملامحك،
-
(٤) وتمكَّن الهم من نفسك،
-
(٥) حتى أصبح وجهك يشبه وجه مسافر قطع الطرق البعيدة،
-
(٦) ولفحته الرطوبة ووهج الشمس،
-
(٧) … وهمت (على وجهك) في البرية؟»
-
(٨) قال له جلجاميش، قال لأورشنابي الملَّاح:
-
(٩) «يا أورشنابي، كيف لا تضمر وجنتاي ويتغضَّن محيَّاي؟
-
(١٠) (كيف) لا يكتئب قلبي وتذبل ملامحي،
-
(١١) ويتمكن الهم من نفسي؟
-
(١٢) (كيف) لا يشبه وجهي وجه مسافر قطع الطرق البعيدة؟
-
(١٣) وكيف لا تلفحه الرطوبة ووهج الشمس،
-
(١٤) … وأهيم (على وجهي) في البرية؟
-
(١٥) (و) صديقي، البغل الخفيف، حمار الوحش الجبلي،
-
(١٦) صديقي أنكيدو، البغل الخفيف، حمار الوحش الجبلي، فهد البراري،
-
(١٧) بعد أن قمنا معًا بكلِّ شيء، فصعدنا الجبل،
-
(١٨) واستولينا على المدينة (؟) … وأجهزنا على الثور السماوي،
-
(١٩) وصرعنا كذلك خمبابا، الذي كان يسكن غابة الأرز،
وقتلنا الأسود في مسالك الجبال.
-
(٢٠) صديقي (هذا)، الذي أحببته حبًّا جمًّا،
والذي اجتاز معي جميع المصاعب (والمشاق)،
-
(٢١) صديقي أنكيدو، الذي أحببته حبًّا جمًّا،
والذي اجتاز معي جميع المصاعب (والمشاق).
-
(٢٢) قد عاجله مصير البشر.
-
(٢٣) بكيت عليه ستة أيامٍ وسبع ليالٍ،
ورفضت السماح بدفنه،
-
(٢٤) حتى وقع الدود على وجهه.
-
(٢٥) انتابني الرعب من منظر صديقي،
فزعت من الموت، فهِمْت (على وجهي) في البرية،
-
(٢٦) ثقل عليَّ الخطب (الذي نزل) بصديقي،
-
(٢٧) فقطعت طريقًا نائيًا في البراري!
ثَقُلَ عليَّ الخطب (الذي نزل) بصديقي أنكيدو،
-
(٢٨) فقطعت طريقًا نائيًا في البراري!
-
(٢٩) آه! كيف يخرس (لساني)؟ آه! كيف ألزم الصمت
-
(٣٠) وصديقي الذي أحببت، قد صار ترابًا!
أنكيدو، صديقي الذي أحببت، قد صار ترابًا؟
-
(٣١) أَوَلن أضطجع مثله فلا أقوم أبد الدهر؟»
-
(٣٢) قال له جلجاميش، قال للملاح أورشنابي: «أين الطريق إلى أوتنابشتيم؟
-
(٣٤) ما هي العلامة (التي تدل عليه)؟
أعطني، أعطني علامته.
-
(٣٥) إذا استطعت عبرت البحر (إليه)،
وإذا أعجزني ذلك هِمْت (على وجهي) في البرية!»
-
(٣٦) قال له أورشنابي، قال لجلجاميش:
-
(٣٧) «يداك، يا جلجاميش، قد عاقتا الإبحار!
-
(٣٨) فلقد حطمت الصور الحجرية …
-
(٣٩) وما دامت (الصور) الحجرية قد تحطَّمت فلن نستطيع العبور.
-
(٤٠) خذ الفأس في يدك يا جلجاميش!
-
(٤١) هيا واهبط للغابة مرة أخرى،
واقتطع منها مائة وعشرين «مَرديًّا» طول كلٍّ منها ستون ذراعًا.٣٢ -
(٤٢) سوِّها، وأَلصِق بها صفائح التجديف! ثم جئني بها.»٣٣
-
(٤٣) ما إن سمع جلجاميش هذا (الكلام)،
-
(٤٤) حتى تناول الفأس في يده …
-
(٤٥) وانحدر مرةً أخرى إلى الغابة،
فاقتطع مائة وعشرين «مرديًّا» طول كل منها ستون ذراعًا،
-
(٤٦) وسوَّاها وصفَّحها بصفائح التجديف وأحضرها لأورشنابي.
-
(٤٧) ركب جلجاميش وأورشنابي السفينة،
-
(٤٨) أنزلا السفينة على الأمواج وأبحرا (بها)،
-
(٤٩) وفي اليوم الثالث قطعا رحلة شهر وخمسة عشر يومًا؛٣٤
-
(٥٠) وبذلك وصل أورشنابي إلى مياه الموت.
العمود الرابع٣٥
-
(١) قال له أورشنابي، قال لجلجاميش:
-
(٢) «ارجع إلى الوراء يا جلجاميش …٣٦
-
(٣) وحذار أن تلمس يدك مياه الموت …
-
(٤) خذ مرديًّا ثانيًا يا جلجاميش وثالثًا ورابعًا،
-
(٥) خذ يا جلجاميش مرديًّا خامسًا وسادسًا وسابعًا،
-
(٦) ومرديًّا ثامنًا وتاسعًا وعاشرًا،
-
(٧) وخذ يا جلجاميش الحادي عشر والثاني عشر.»
-
(٨) ومع (الدفعة) المائة والعشرين كان جلجاميش قد استنفد المرادي،
-
(٩) في هذه الأثناء فك حزامه …
-
(١٠) ونزع جلجاميش ثيابه من على جسده،
-
(١١) وبيديه ثبتها على صاري (السفينة).٣٧
-
(١٢) أوتنابشتيم تطلَّع ببصره بعيدًا،
-
(١٣) أخذ يناجي قلبه (بهذه) الكلمات،
-
(١٤) أجل، خاطَبَ نفسه قائلًا:
-
(١٥) «لماذا حطمت الصور الحجرية (الخاصة) بالسفينة؟
-
(١٦) ومَنْ هذا الذي يركبها بغير حق؟
-
(١٧) إن الرجل القادم (معها) ليس من أتباعي …
-
***
-
(٢١) ما عسى قلبه أن يبتغيه مني؟»
[فجوة من عشرين سطرًا، يتبعها وصول جلجاميش إلى «جزيرة الأحياء» ولقاؤه بأوتنابشتيم …]
-
(٤٢) قال له أوتنابشتيم، قال لجلجاميش:
-
(٤٣) «لماذا ضمرت وجنتاك، وتغضَّن محياك؟
-
(٤٤) لماذا اكتأب فؤادك، وذبلت ملامحك،
-
(٤٥) وتمكَّن الغم من نفسك،
-
(٤٦) وصار وجهك أشبه بوجه مسافر جاب الطرق النائية،
-
(٤٧) ولفحت الرطوبة ووهج الشمس وجهك،
-
(٤٨) … وتهيم في البرية؟»
-
(٤٩) قال له جلجاميش، قال لأوتنابشتيم:
-
(٥٠) «كيف لا تضمر وجنتاي، يا أوتنابشتيم، ويتغضَّن محياي؟
العمود الخامس٣٨
-
(١) كيف لا يكتئب فؤادي وتذبل ملامحي،
-
(٢) ويتمكَّن الغم من نفسي؟
-
(٣) كيف لا يُشبه وجهي وجه مسافر جاب الطرق النائية،
-
(٤) وتلفح الرطوبة ووهج الشمس وجهي.
-
(٥) … وأهيم في البرية؟
-
(٦) وصديقي البغل الخفيف، حمار الوحش
الجبلي، فهد البراري،
-
(٧) صديقي أنكيدو، البغل الخفيف، حمار الوحش الجبلي،
فهد البراري،
-
(٨) بعد أن قمنا معًا بكلِّ شيء، فصعدنا الجبل،
-
(٩) واستولينا … على المدينة، وأجهزنا على الثور السماوي،
-
(١٠) وصرعنا خمبابا أيضًا، الذي كان يسكن غابة الأرز،
-
(١١) وقتلنا الأسود في مسالك الجبال.
-
(١٢) صديقي الذي أحببت حبًّا جمًّا،
واجتاز معي جميع الصعاب (والمشاق).
-
(١٣) أنكيدو، صديقي الذي أحببت حبًّا جمًّا،
واجتاز معي جميع الصعاب (والمشاق).
-
(١٤) قد عاجله مصير البشر.
بكيت عليه ستة أيامٍ وسبع ليالٍ،
-
(١٥) ورفضت السماح بدفنه (في التراب)،
-
(١٦) حتى وقعت الدودة على وجهه.
-
(١٧) انتابني الرعب من منظر صديقي،
وفزعت من الموت فانطلقت أجري في البراري (والقفار).
-
(١٨) رزح على صدري الخطب الذي نزل بصديقي،
فرُحْتُ أجوب الطرق البعيدة في البراري (والقفار).
-
(١٩) رزح على صدري الخطب الذي نزل بصديقي أنكيدو،
فرُحْتُ أجوب الطرق البعيدة في البراري (والقفار).
-
(٢٠) آه! كيف أسكت (ويخرس لساني)؟ كيف ألزم الصمت
-
(٢١) وصديقي، مَن أحببت (كثيرًا)، قد صار ترابًا؟!
صديقي أنكيدو، مَن أحببت (كثيرًا)، قد صار ترابًا!
-
(٢٢) أَوَلن أضطجع مثله فلا أقوم أبد الدهر؟»
-
(٢٣) قال له جلجاميش، قال لأوتنابشتيم:
-
(٢٤) «حتى أصل لأوتنابشتيم وأراه،
وهو الذي يدعونه البعيد،
-
(٢٥) أخذت أطوف بكلِّ البلاد،
-
(٢٦) واجتزت الجبال الوعرة،
-
(٢٧) وعبرت جميع البحار،
-
(٢٨) لم يهنأ وجهي بالنوم الحلو،
-
(٢٩) جلبت المرض على نفسي من قلة نومي،
أسكنت الوجع بأعضائي،
-
(٣٠) وقبل أن أبلغ بيت ساقية الحان،
كانت ثيابي قد خَلقت.
-
(٣١) قتلت الدُّب، الضبع، الأسد، الفهد، النمر.
والظبي، الأيل، الوحش وحيوان البرية،
أكلت لحمها، ولبست جلدها.»[فجوة من اثنين وأربعين سطرًا.]
العمود السادس٣٩
-
قال له أوتنابشتيم، قال لجلجاميش:
-
(٢٥) «الموت القاسي لا يرحم:
-
(٢٦) هل نبني بيتًا (لا يفنى)؟
هل نختم عقدًا (لا يبلى)؟
-
(٢٧) هل يقتسم الإخوة (ميراثًا يبقى)؟
-
(٢٨) أيعمُّ (الأرض) إلى الأبد الحقد،٤٠
-
(٢٩) وتدوم مياه الفيضان إذا امتلأ النهر،
فيبقى المد ويطغى؟
-
(٣٠) واليعسوب … رأينا.
-
(٣١) لا، لم يتسنَّ لوجه (فان) أن ينظر للشمس،
-
(٣٢) يُحدق فيها دومًا.
-
(٣٣) والنائم والميت، كم يشبه أحدهما الآخر!
-
(٣٤) أَوَلا يرتسم الموت على وجه النائم والميت؟
-
(٣٥) أجل! أنت أيها الإنسان، أيها الرجل! منذ أن
بارك إنليل ٤١ … -
(٣٦) وآلهة «الآنوناكي» العظام مجتمعون،
-
(٣٧) و«ماميتوم»، أم الأقدار،٤٢
تحدد معهم المصائر،
-
(٣٨) إنهم يوزعون الموت أو الحياة،
-
(٣٩) وتظل أيام الموت مجهولة.»٤٣