اللوح الثالث
العمود الأول
-
إن هذا (الرفيق) يعرف الدرب ويحفظ الصديق.
-
(٢٥١) دع أنكيدو يتقدمك،
-
(٢٥٢) فلقد رأى الطريق وسلكه،
-
(٢٥٣) وهو يعرف مداخل الغابة،
-
(٢٥٤) وكل حيل خمبابا الشريرة!
-
(٢٥٥) لقد سبق له أن حفظ رفيقه (في السفر)،
-
(٢٥٦) وعيناه بصيرتان، ولسوف يحميك.
-
(٢٥٧) عسى شمش أن يحقق رغبتك،
-
(٢٥٨) ويُرِي عينك ما أفصح عنه فمك،
-
(٢٥٩) ليفتح أمامك الطريق المسدود،
-
(٢٦٠) ويعبد لخطاك الدرب،
-
(٢٦١) ويمهد لقدمك (مسالك) الجبل؛
-
(٢٦٢) لتأتك هذه الليلة بما يفرحك،٣
-
(٢٦٤) وليؤيدك لوجال بندا (بنصره)،٤
-
(٢٦٥) وتصل إلى النجاح سريعًا.
-
(٢٦٦) في نهر خمبابا، الذي تسعى إليه،
-
(٢٦٧) اغسل قدميك،
-
(٢٦٨) وعندما تخلد للراحة في المساء، احفر بئرًا.
-
(٢٦٩) وليكن في قربتك ماء نقي على الدوام.
-
(٢٧٠) قرِّب لشمش ماءً صافيًا،
-
(٢٧١) واحرص دائمًا على ذكر لوجال بندا؛
-
(٩) عسى أن يحمي أنكيدو صديقه، ويحفظ رفيقه،٥
-
(١٠) ويحضر جسده إلى الزوجات.
-
(١١) إننا في اجتماعنا (هذا) نعهد إليك بالملك،٦
-
(١٢) (وعليك) أن تسلم لنا الملك عندما ترجع به إلى الوطن.
-
(٢٧٢) فتح أنكيدو فمه وقال لجلجاميش:٧
-
(٢٧٣) «لقد اتخذت قرارك، فامض الآن.
-
(٢٧٤) لينزع قلبك منه الخوف — وحسبك أن تنظر لي!
-
(٢٧٥) (لنذهب) إلى هناك، حيث أقام مسكنه.
-
(٢٧٦) إلى الطريق الذي تعوَّد خمبابا أن يتجوَّل فيه،
-
(٢٧٧) أَصْدِرْ أمرك بأن ننطلق — واصرف أولئك (الشيوخ)!»
-
(٢٧٨) فتح جلجاميش فمه وقال لشيوخ أوروك ذات الأسواق:
-
***
-
(٢٨٢) «… عسى أن يرحلوا معي.
-
(٢٨٣) سأحاول أن أفعل ما قلته لكم،
-
(٢٨٤) ولقد سمعت نصيحتكم عن طيب خاطر.»
-
(٢٨٥) لما سمع الشيوخ حديثه هذا،
-
(٢٨٦) تضرَّع إليه الرجال:
-
(٢٨٧) «ارحل، يا جلجاميش، وليكن التوفيق حليفك.ليسر إلهك الحامي بجانبك،ويساعدك على بلوغ النجاح.»
-
***
-
(١٣) فتح جلجاميش فمه للكلام وقال لأنكيدو:٨
-
(١٥) «تعال يا صديقي، فلنذهب إلى القصر الكبير،
-
(١٦) ونمثل في حضرة نينسون، الملكة العظيمة
-
(١٧) نينسون اللبيبة، المحيطة بالعلم كله،
-
(١٨) لتمنح أقدامنا الخطوة الرزينة.»٩
-
(١٩) تماسك جلجاميش وأنكيدو يدًا في يد،
-
(٢٠) واتجها صوب القصر الكبير،
-
(٢١) ليمثُلا أمام نينسون الملكة العظيمة.
-
(٢٢) تقدَّم جلجاميش ودخل عليها (قائلًا):
-
(٢٣) «نيمسون، لقد عقدت العزم …
-
(٢٤) (على الرحيل) إلى طريق بعيد، حيث يعيش خمبابا،
-
(٢٥) والإقدام على معركة، لا أعرف١٠ (نتائجها)،
-
(٢٦) والسير على طريق، أجهل١١ (مسالكه)،
-
(٢٧) فحتى أذهب وأعود،
-
(٢٨) حتى أصل إلى غابة الأرز،
-
(٢٩) وأصرع خمبابا الرهيب،
-
(٣٠) وأمحو من البلاد كل شر يكرهه شمش؛
-
(٣١) تضرَّعِي أنتِ لشمش من أجلي،
-
(٣٢) وإذا (فرغت من) قتله، وقطعت أشجار الأرز،
-
(٣٣) فعسى أن يسود السلام البلاد عاليها وواطيها،١٢
-
(٣٤) وأن أقيم لك علامة النصر.»
-
(٣٥) إلى كلام ابنها جلجاميش
-
(٣٦) استمعت الملكة نينسون (قلقة حزينة).
[فجوة من أربعة عشر سطرًا.]
العمود الثاني١٣
-
(١) دخلت نينسون إلى مخدعها،
-
(٢) أخذت أوراق نبات (…) لجسدها،١٤
-
(٣) لبست ثوبًا يليق بجسمها،
-
(٤) (وتزيَّنت) بحلية تليق بصدرها،
-
(٥) ووضعت حزامها وتاجها،
-
(٦) ونثرت الماء من الأواني على الأرض والتراب.
-
(٧) ارتقت الدَّرَج وصعدت إلى الحاجز والسقف،
-
(٨) وأحرقت البخور أمام شمش.
-
(٩) ولما (فرغت من) تقديم القربان،
رفعت ذراعيها إلى شمش (قائلة):
-
(١٠) «لِمَ أعطيت ابني جلجاميش قلبًا مضطربًا؟
-
(١١) وها أنت ذا قد حفزته على الرحيل
-
(١٢) في سفر بعيد، إلى موطن خمبابا.١٥
-
(١٣) إنه يريد أن يدخل معركة لا يعرف١٦ (نتائجها)،
-
(١٤) وأن يقطع طريقًا يجهل١٧ (مسالكه).
-
(١٥) حتى يذهب ويعود،
-
(١٦) حتى يبلغ غابة الأرز،
-
(١٧) ويقتل خمبابا الرهيب،
-
(١٨) ويمحو من البلاد كلَّ شر تكرهه.
-
(١٩) وإلى اليوم الذي تطل فيه على طريق جلجاميش،
-
(٢٠) ليت عروسك «آيا» لا يمنعها الخجل فتذكرك (به)،
-
(٢١) وَلْتُوصِ به النجوم أيضًا، وهم حراس الليل،
-
[فجوة من حوالي اثنين وتسعين سطرًا، تتبعها هذه الشذرات التي ما زال من الصعب فهمها، وربما تدور حول طقوس تبني الابن التي تقوم بها نينسون نحو أنكيدو الذي تصفه بأنه ولدها الذي لم يخرج من أحشائها …]
العمود الرابع٢٠
-
(١٥) كوَّمت البخور، ونطقت بالتعويذة،
-
(١٦) دعت أنكيدو، لتبلغه الأمر:
-
(١٧) «أنكيدو، أنت أيها القوي،
يا مَن لم تخرج من رَحِمي!
-
(١٨) لقد كلَّمتُك الآن مع الخادمات اللائي وهبهن جلجاميش للمعبد،
-
(٢٠) ومع عرائس الآلهة والمتبتلات والمنذورات لخدمة المعبد!»
-
(٢١) (ثم) طوقت عنق أنكيدو بقلادة (من الجواهر).
-
(٢٢) أخذت عرائس الآلهة …
-
(٢٣) وأبدت بنات الآلهة رغبتهن في القيام على تربيته.٢١
[فجوة من أربعة وثمانين سطرًا الحديث الثاني الذي يوجهه الشيوخ إلى أنكيدو …]
العمود السادس٢٢
-
(٨) «عسى أن يحمي أنكيدو صديقه، ويحفظ رفيقه،
وليحضر جسده للزوجات!٢٣عليك أن تسلمنا الملك عند رجوعك للوطن!»
[بقية اللوح تالفة تلفًا شديدًا.]