اللوح السابع
العمود الأول١
-
(١) «أي صديقي، ما الذي جعل الآلهة الكبار يجتمعون للتشاور؟
-
(٣) استمع (إليَّ لتعرف) أي حلم (عجيب) رأيت الليلة الماضية:
-
(٤) اجتمع آنو وإنليل وأيا، وشمش السماوي للتشاور بينهم،
-
(٥) وقال آنو لإنليل:
-
(٦) «لأنهما قتلا الثور السماوي،
كما قتلا خمبابا،
-
(٧) فينبغي أن يموت منهما
مَنْ جرَّد الجبال من أشجار الأرز.»
-
(٩) لكن إنليل قال: «أنكيدو (هو الذي) ينبغي أن يموت،
-
(١٠) أما جلجاميش فلا ينبغي أن يموت.»
-
(١١) عندئذٍ احتج شمش السماوي على البطل إنليل قائلًا:
-
(١٢) «ألم يقتلا بأمر مني
-
(١٣) ثور السماء وخمبابا؟
فلماذا يموت أنكيدو وهو بريء؟»
-
(١٤) لكن إنليل أجاب شمش السماوي في غضب (شديد):
-
(١٥) «ألأنك كنت تهبط عليهم كل يوم كأنك واحد منهم؟»»
-
(١٧) رقد أنكيدو (مريضًا) أمام جلجاميش،
-
(١٨) (قال له جلجاميش) والدموع تنهمر من عينيه أنهارًا:
-
(١٩) «أخي! يا أخي الحبيب! لم يبرئونني من دونك؟»
-
(٢٠) واستطرد قائلًا: «هل سيُقْضَى عليَّ بأن أجلس مع روح ميت،
-
(٢١) عند باب أرواح الموتى؟
-
(٢٢) وأن لا أرى بعيني أخي الحبيب أبدًا؟»
[فجوة من حوالي ثلاثة عشر سطرًا يبدو أنها كانت تتضمن اتهام أنكيدو للباب الذي كان قائمًا أمام غابة خمبابا، وأصاب ذراعه — كما عرفنا — بشلل مؤقت، بأن الذنب يقع عليه فيما أصابه من مرض؛ لأن جمال منظره قد خدعه عن تأثيره الضار. ولعله قد قال هذا وهو يهذي تحت تأثير الحمى التي ألهبت جسده … وتختلف الآراء حول الباب الذي يخاطبه وهل هو باب الغابة الأصلي، أمام باب الغرفة التي يرقد فيها مريضًا، وقد صنع من خشب غابة الأرز الذي حمله معه أو من خشب الباب الأصلي، وأشرف أنكيدو بنفسه على صنعه عند النجارين المهرة في مدينة نيبور السومرية القديمة (نفر حاليًّا) التي اشتهرت بوجود معبد الإله إنليل بها، وكان يُسمى «الايكور» أي بيت الجبل …]
-
(٣٦) رفع أنكيدو عينيه،٢
-
(٣٧) وأخذ يكلم الباب كأنه يكلم إنسانًا،
-
(٣٨) مع أن باب الغابة لا يعقل،
-
(٣٩) والفهم مفتقد لديه:
-
(٤٠) «تبينت خشبك الجيد من مسافة عشرين ساعة مضاعفة،
-
(٤١) قبل أن أبصر أشجار الأرز الباسقة …
-
(٤٢) وكان خشبك في عينيَّ بلا مثيل،
-
(٤٣) كان ارتفاعك (يبلغ) اثنين وسبعين ذراعًا،
وعرضك أربعة وعشرين،
-
(٤٤) ودعامتك، وتجويف (قفلك) ومصراعك …
-
(٤٥) لقد نجرتك، وحفظتك في (مدينة) نيبور …
-
(٤٦) ولو كنت أعلم — يا باب — أن جمالك هذا،
-
(٤٧) وأن جمال خشبك (سيجر عليَّ هذا)؛
-
(٤٨) لَرفعتُ بلطة وأخذته،
-
(٤٩) وصنعت (من ألواحه) طوفًا.
[فجوة من حوالي اثني عشر سطرًا، يستأنف بعدها أنكيدو كلامه]:
العمود الثاني
-
(١٢) لكن (ما العمل) يا باب، وقد نجرتك، وحفظتك …
-
(١٣أ) فإما أن يأتي بعدي ملك «يوقظك»،٣
-
(١٣ب) أو … إله … ﮐ…
-
(١٤أ) فيزيل اسمي ويضع اسمه!»
-
(١٤ب) انتزع … ألقى …
-
(١٥) سمع جلجاميش كلمات صديقه، وبكَّر بالإسراع …
-
(١٦) سمع جلجاميش كلمات صديقه أنكيدو وجرت دموعه،
-
(١٧أ) فتح جلجاميش فمه، وكلم أنكيدو قائلًا:
-
(١٧ب) «لقد وهبك الإله … القلب الواسع والكلم الرصين،
-
(١٨) وحباك العقل، ومع ذلك تنطق بكلام غريب،
-
(١٩) لماذا نطق فؤادك — يا صديق — بهذه الأمور العجيبة؟
-
(٢٠أ) كان حلمك بديعًا، لكن ما أشد رعبه!
-
***
-
(٢١أ) … كانوا كثيرين … وكان الحلم بديعًا:
-
(٢١ب) أبقى الآلهة للأحياء النواح!
-
(٢٢) والحلم أبقى لهم الشكوى (والبكاء).
-
(٢٣) سأصلي وأتضرع للآلهة العظمى!
-
***
-
[فجوة من تسعة سطور.]
-
(٣٨) … أنكيدو يمثل (في حضرة) شمش …
-
(٣٩) … تجري دموعه أمام شمش …
[فجوة من بضعة سطور، أنكيدو يدعو شمش أن ينزل العقاب بالصياد …]
العمود الثالث
-
(١) «… بدَّد ما يكسبه، أوْهِن عزمه،
-
(٢) ولتكن أعماله بغيضة إليك،
-
(٣) لتهرب منه حيوانات البر التي يطاردها،
-
(٤) ولا تتحقق للصياد أمنية يتمناها قلبه!»
-
(٥) وتحمس قلبه للَعْن البغي (فقال):
-
(٦) «تعالي أيتها البغي أقرر لكِ مصيرك،٦
-
(٧) وهو مصير لن ينتهي أبد الدهر!
-
(٨) إني لألعنك لعنة شديدة،
-
(٩) ولتُصِبْك لعنة … الآلهة في الحال!
[فجوة من تسعة سطور، تدل بعض كلماتها المخرومة على أن أنكيدو يواصل فيها صب لعناته على البغي …]
-
(٢٤) ليكن طعامك من الفضلات في مجاري المدينة،
-
(٢٥) وَلْيكن شرابك في المدينة من غسيل الصحون،
-
(١٩) … ليكن الطريق مسكنك،
-
(٢٠) وفي ظل الجدران مأواك،
-
(٢٢) وليلطم السكران والظمآن فكَّيْك!»
[فجوة من عشرة سطور.]
-
(٣٣) عندما سمع شمش كلام فمه،
-
(٣٤) ناداه على الفور من السماء (قائلًا):
-
(٣٥) «لِمَ تلعن الفتاة (المنذورة) يا أنكيدو؟ (لِمَ تلعن) البغي
-
(٣٦) التي جعلتك تأكل طعامًا يليق بالآلهة،
-
(٣٧) وسقتك خمرًا تليق بالملوك،
-
(٣٨) وألبستك الملابس الفاخرة،
-
(٣٩) وأعطتك جلجاميش الرائع ليكون رفيقك؟
-
(٤٠) إنه الآن، يا صديق، أخوك الجسدي،
-
(٤١) يجعلك تستريح على الفراش الوثير،
-
(٤٢) أجل، على فراش الشرف تستريح،
-
(٤٣) ويجلسك مجلس الراحة عن شماله،
-
(٤٤) ليقبِّل حكام الأرض قدميك.
-
(٤٥) (سوف) يجعل الناس في أوروك يبكونك ويندبونك،
-
(٤٦) ويغمر السعداء (منهم) بالغم (والحزن) عليك،
-
(٤٧) وإذا بقي حيًّا بعدك، فسيترك جسده مغطًّى بالأوساخ،
-
(٤٨) وسيضع عليه جلد أسد ويهيم (على وجهه) في البرية.»
-
(٤٩) لما سمع أنكيدو كلام شمش البطل،
-
(٥٠) هدأت في الحال (ثورة) قلبه الغاضب.
[فجوة من سطرين، يعود بعدها أنكيدو للحديث عن البغي وقد تراجع عن صب اللعنات على رأسها …]
العمود الرابع
-
(٢) «فليحبك الملوك والأمراء،
-
(٣) وليضرب الفتى فخذه من أجلك،
-
(٤) ويهزَّ الشيخ شعر رأسه بسببك،٧
-
***
-
(٦) وليقدَّم لك العقيق والملكيت واللازورد والذهب،
-
(٧) … (و) كان علينا أن نقدِّمها لك،
-
(٩) ليدخلك الكاهن إلى حضرة الآلهة،
-
(١٠) ولتُهْجَر بسببك الزوجة،
أم الأطفال السبعة!»
-
(١١) أنكيدو يشعر بالألم …
-
(١٢) بعد أن رقد وحيدًا (في فراشه) وقتًا طويلًا،
-
(١٣) فتح قلبه في الليل لصديقه:
-
(١٤) «يا صديقي، رأيت الليلة حلمًا:
-
(١٥) صرخت السماء،٨ وجاوبتها الأرض.
-
(١٦) … تقدَّمت،
-
(١٧) وظهر (أمامي) رجل مكفهر الوجه،
-
(١٨) وجهه مثل وجه طائر عظيم،
-
(١٩) وله مخالب ذات أظفار مثل مخالب النسر.»
[فجوة من حوالي اثني عشر سطرًا، ربما يكون أنكيدو قد روى فيها كيف خلع عليه الرجل الذي تجلى له شكل روح من أرواح الموتى التي سيرد وصفها …]
-
(٣١) «عندئذٍ حوَّل (هيئتي) تحولًا تامًّا،
-
(٣٢) فغدا ذراعاي مكسوين بالريش مثل (أجنحة) الطيور.
-
(٣٣) أمسك بي، وساقني إلى بيت الظلام مسكن «أركالا»،٩
-
(٣٤) البيت الذي لا يغادره مَنْ دخله،
-
(٣٥) والطريق الذي لا يعود أدراجه،
-
(٣٦) البيت الذي حُرِمَ ساكنه من النور،
-
(٣٧) حيث التراب طعامه، والطين زاده.
-
(٣٨) عليه ثياب من الريش كالطيور،
-
(٣٩) ويجلس في الظلام ولا يرى النور،
-
(٤٠) في بيت التراب الذي دخلته،
-
(٤١) (وجدت) العروش محطمة،١٠ وتيجان الملوك ملقاة على الأرض،
-
(٤٢) والأمراء، أصحاب التيجان،
الذين حكموا البلاد من أقدم العصور،
-
(٤٣) نواب «آنو» و«إنليل»،
يحملون اللحم المشوي والخبز،
-
(٤٤) ويقدمون الماء البارد من القرب.
-
(٤٥) وفي بيت التراب الذي دخلت،
-
(٤٦) يسكن الكهنة الكبار والقضاء،١١
-
(٤٧) يسكن كهنة التطهير المنذرون،
-
(٤٨) يسكن الكهنة المباركون، (القائمون على خدمة) الآلهة العظام،١٢
-
(٤٩) يسكن «إيتانا» و«سموقان»،١٣
-
(٥٠) تسكن أريشكيجال ملكة الأرض (السفلى)،
-
(٥١) و«بعلة صيرى»، كاتبة الأرض السفلى، راكعة أمامها،
-
(٥٢) حاملة (في يدها) لوحًا تقرأ لها منه.
-
(٥٣) لفتت رأسها ورأتني،
-
(٥٤) فأخذت هذا … بعيدًا …»
[فجوة من حوالي خمسين سطرًا، يرد بعدها حديث جلجاميش إلى أمه]:
العمود السادس
-
(٣) صديقي الذي اجتاز معي كل المصاعب (والمشقات)،
فكري في كل (الأماكن) التي عبرتها معه،
صديقي (هذا) رأى حلمًا يُنذر بالشر. -
(٦) انقضى اليوم الذي رأى فيه الحلم،
-
(٧) فرقد أنكيدو (في فراشه) يومًا، ويومًا ثانيًا،
-
(٨) والموت جالس في مخدع أنكيدو.
-
(٩) ويومًا ثالثًا ويومًا رابعًا،
جلس الموت في مخدع أنكيدو. -
(١٠) ويومًا خامسًا وسادسًا وسابعًا،
وثامنًا وتاسعًا وعاشرًا.
-
(١١) (ثقل) المرض على أنكيدو وازداد سوءًا على سوء،
-
(١٢) ومضى اليوم الحادي عشر واليوم الثاني عشر وهو راقد في فراشه.
-
(١٣) أنكيدو راقد في فراش الموت؛
-
(١٤) عندئذٍ دعا جلجاميش إليه وقال له:
-
(١٥) «لقد نزلت عليَّ، يا صديقي، لعنة شريرة!
-
(١٦) لن أموت (ميتة رجل) يسقط في ساحة القتال،
-
(١٧) لقد فزعت من الحرب؛ ولذلك أموت عاطلًا من المجد،مبارك، يا صديق، مَنْ يسقط في المعركة،
أما أنا فأموت (الآن) يلطخني العار.»
[فجوة صغيرة، لا شك أنها ذَكَرَت موت أنكيدو …]